التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

الخديوي توفيق.. سادس ملوك مصر من أسرة محمد علي

#محمد توفيق باشا، هو خديوي مصر والسودان بين 1879 و 1892، والحاكم السادس من سلالة محمد علي، والذى ولد في 15 نوفمبر 1852 بالقاهرة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

الخديوى توفيق كان قد ولد فى 1852، أى أن عمره وقت تقلد الحكم لم يكن قد تجاوز 27 عاما وعلى الرغم من ذلك فقد كان الخديوى قريبا للغاية من شئون الحكم حيث تولى رئاسة المجلس الخصوصى فى عهد والده كما تولى نظارتى الداخلية والأشغال العامة حتى أنه قد ترأس النظار فى نهاية الأمر، ومن هنا لم يكن يحتاج الكثير من الوقت لكى يكون ملما بتفاصيل الحكم وطبيعة الأزمة المالية التى تمر بها البلاد.

ولكن وفور توليه الحكم فقد واجه تحديات مبكرة، لم تقتصر فقط على مسألة الديون، ولكن كان التحدى الآخر هو قيام الباب العالى بسحب معظم الامتيازات التى كانت قد مُنحت للخديوى إسماعيل، بحيث تم تقييد سلطة الخديوى الجديد فى عقد الاتفاقات المالية مع الدول الغربية، كما عادت النقود لتصك باسم الباب العالى كما كان الوضع قبل عهد إسماعيل، وكان التقييد الأهم من كل ذلك هو أمر الباب العالى بألا يزيد الجيش المصرى على 18 ألف جندى!

لما تولى توفيق باشا مسند الخديوية رقى عرابي إلى رتبة أميرالاي في يونيو/حزيران 1879، وأصدر الخديوي أمره بذلك وهو في الإسكندرية، فتوجه عرابي إلى سراي رأس التين، وقدم للخديوي شكره مقرونا بعبارات الإخلاص والولاء، فشمله الخديوي برعايته، وجعله ضمن ياورانه، وعينه أميرلاي المشاة الرابع الذي كان مركزه القاهرة، وظل يشغل هذا المنصب حتى شبوب الثورة عام 1881″.

مظاهرة عابدين

مع تزايد شعور الضباط المصريين بالظلم في الجيش، بدأوا التحرك. وفي التاسع من سبتمبر/أيلول 1881، وقعت المظاهرة العسكرية لضباط الجيش يتزعمهم أحمد عرابي أمام قصر عابدين، يحكي الرافعي أن الخديوي توفيق سأل عرابي عن طلباته، فأجاب عرابي: “عزل وزارة رياض باشا، وتشكيل مجلس النواب، وإبلاغ عدد الجيش إلى العدد المعين في الفرمانات السلطانية”.

فقال الخديوي: “كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا خديوي البلد وأعمل زي ما أنا عايز”.

ثم رجع الخديوي إلى السرايا، ولم يلبث الخديوي أن رضخ لمطالب عرابي، لأن الجيش بأكمله يؤيدها، وليس للخديوي قوة يعتمد عليها، فعزل وزارة رياض باشا، وعهد بالوزارة إلى شريف باشا، الذي لم يلبث أن استقال، وتشكلت وزارة برئاسة محمود سامي البارودي كان فيها عرابي وزيرا للحربية.

محاولات تقربه للأوربيون

محاولات الخديوي توفيق لكسب مزيد من النفوذ عبر التقرب للأوروبيين قابله السلطان عبد الحميد الثاني بالتضييق عليه وعلى سلطاته، وقلص من المزايا التي كانت ممنوحة لأبيه الخديوي إسماعيل، بيد أن القوتين العظميين في ذلك الوقت إنجلترا وفرنسا أفشلتا محاولات السلطان عبد الحميد، وذلك في محاولة منهما لتحجيم إزدياد نفوذه ما قد يؤدي إلى تعطيل مخططات الأجانب في احتلال مصر.

كما شهد عهد الخديوي توفيق أسوأ عصور الأسرة العلوية في تاريخ مصر الحديث، ففي أيامه تم بيع حصة مصر من قناة السويس والتي كانت تقدر بـ 15 % للإنجليز خلال فترة وزارة “رياض باشا”، وبذلك تكون البلاد قد فقدت ما تبقى لها من ملكية في القناة حيث كانت هذه الحصة مرهونة للألمان والفرنسيين منذ عهد والده الخديوي إسماعيل.

كما أدت سياسة موالاة الخديوي توفيق للغرب إلى استقالة الوزارة الوطنية التي مثلها “شريف باشا” وتعيين وزارة أخرى أكثر ولاء للإنجليز برئاسة “نوبار باشا”، وكانت أبرز أعمالها زيادة التدخل الأجنبي في شؤون البلاد، تحت ستار سداد الديون التي اقترضها من الغرب من أجل إصلاح القناطر الخيرية، كما نُفي في عهد توفيق “جمال الدين الأفغاني” الذي اعتبر رمزاً للمعارضة الشعبية في ذلك الوقت.

وفاته

توفى توفيق، فى قصر حلوان بالقاهرة فى 7 يناير عام 1892 عن عمر ناهز 40 عاماً بسبب خطأ طبى، حيث كان يعانى من تعب فى الكليتين بسبب إصابته بورم والتهاب ولم يكن الخديوى ولا الأطباء يدرون ذلك فكتبوا له أدوية خاطئة تسببت فى انحسار البول، الذى أدى إلى تسمم الدم.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88