إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ما بين الألم والمَلَل

سالم سعيد الغامدي

يقول أحدُ فلاسفة الغرب الكِبَار: إنَّ الإنسان يعيش ما بين الألم والملَل على الدوام، وقد يتخلل شعور السعادة هذين العنصرين أحيانًا، ولكن مؤقتًا وليس على الدوام، وقد يفرح الإنسان بعمل قد تمّ إنجازُه، أو دراسة قد حصل على شهادتها العالية، وغير ذلك من هذه الوسائل، ولكن مهما حاول أن يُبقي على تلك الفرحة والشعور بالسعادة مدة طويلة، فإن ذلك غيرُ ممكن، والسبب في ذهاب تلك الفرحة هو إنجاز على جنبات طريق الوصول للغاية فقط، وليس الغاية الدائمة بذاتها والمنشودة.

وقد سبَق اللهُ تعالى ذلك الفيلسوفَ الغربيّ وغيره في كتابه الحكيم، قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [سورة طه 131].

قال سبحانه وتعالى (زهرة) أي أنها زهرة تُزهِر مؤقتًا، ثم تَذبُل وتموت، ولا يمكن أن يشعر أحدٌ من البشر بالسعادة الدائمة، إلا عند الاتصال بالسماء، حيثُ يبقي قلبهُ مُعلّق بالخالق سبحانه وتعالى، ولا ضير في ذلك، فإن كثيرًا من الناس مع الأسف ليسوا براضين عن أشكالهم الجسمانية، فعلى سبيل المثال: قد ترى كثيرًا منهم في الغرب، ينفقون أموالًا طائلةً من أجل تغيير صورهم إلى كلاب أو فهود، أو نمور، أو أنواع أخرى من الحيوانات، وحسب الإحصائيات الأخيرة، فإن منهم عشرة آلاف شخص في إنجلترا فقط، وهذا يدل على جهلهم بالطريق المؤدي إلى السعادة الدائمة، فتراهم يتمرجحون ما بين الألم والملل في أكثر أوقاتهم، وكأنهم يتنفَّسون من خُرم إبرة، أو من قاع جُبٍّ ملتهب، والدليل على ذلك إصابة مئات الملايين من الناس بالاكتئاب الحاد.

وجدير بالذكر أن العالم يُنفِق مائة مليار دولار سنويًّا على دواء (البروزاك، والزولفت)، وغيرهما من مضادات الاكتئاب، وذلك لتقليل حدّة الاكتئاب الذي أصابهم. قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه 124].

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88