التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

#صلاح الدين الأيوبي# ومعركة حطين

صلاح الدين الأيوبي، هو يوسف بن أيّوب بن شادي بن مروان بن يعقوب الدُّويني، وهو من أشهر القادة الإسلاميّين، وقد لُقِّب بالملك الناصر، وصلاح الدين تكريتيّ المولد، وأبوه هو نجم الدين، ويعود أَصله إلى دُوين، وهي بلدة بأطراف أذربيجان، حيث انتقلَت عائلته إلى تكريت بعد أن انضمّوا إلى قُوّات مجاهد الدين قائد حامية العراق، إذ حرصوا على خدمته، وفي تلك البلدة وُلِد صلاح الدين الأيّوبي، في عام 532 هـ، أي ما يوافق 1137م، علماً بأنّه قد تُوفِّي في عام 589هـ، أي ما يوافق 1193م.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

بدأ نجم صلاح الدين يلمع في عصور الخلافة الفاطميّة الشيعيّة في القاهرة وذلك في بدايات عمله العسكريّ، فبعد أن شارك صلاح الدين مع الفاطميين في 3 حملات تصدّر القوّات العسكرية وذلك عام 1169 م، ثمّ حاز السلطة لنفسه في النهاية، وبذلك توحّدت مصر وسوريا في عهده تحت راية الأيوبيين، وساعده على تحقيق إنجازاته والوصول إلى ما أحرزه من صيت في الشرق والغرب، أسرته المتمسّكة بالقضايا الإسلاميّة السّنيّة والملتزمة بالنهج العسكري لتحقيق أهدافها، إلى جانب ميوله النابعة من أساس ديني، فمدرّبه الأول كان أسد الدين شيركوه، القائد العسكري الفذّ للزنكيين، وهو من اكتشف مهارات صلاح الدين الفريدة في القِتال أثناء الحملات ضدّ الصليبيين تحت راية نور الدين زنكي.


كان دفاع صلاح الدين عن القاهرة ضد الصليبين برفقة عمه أسد الدين شيركوه بطلبٍ من الخليفة الفاطمي هناك، والذي كان خليفة شيعيّ في مصر يتبع للخلافة العباسية الاسمية، وبعد مضي فترة قصيرة على النجاحات المحقّقة في مصر توفّي عمه أسد الدين، ليُصبح صلاح الدين هو القائد العسكري البديل والوزير المُختار للفاطميين، ثمّ يكون حاكم مصر بعد عامين فقط بإلغائه الدولة الفاطميّة وإعادة الحكم السنيّ للبلاد المسلمة، أضف إلى ذلك ارتباط اسم القائد صلاح الدين في أذهان الجميع بفلسطين ومعركة حطين الخالدة التي تبعها الإنجاز الرّفيع المتمثِّل في حيازة مدينة القدس للمسلمين بعد مرور 80 عامًا على تدنيسها في أيدي الصليبيين.

صلاح الدين الأيوبي والحروب الصليبية


نجح الأيوبي في قلب ميزان القوة العسكرية لصالحه، إذ قام بتوحيد وتأديب عدد كبير من القوات. وعندما تمكن سنة 1187م من إلقاء قوته الكاملة في الصراع مع الممالك الصليبية اللاتينية، كانت جيوشه متساوية معهم.

في السنة نفسها، حاصر صلاح الدين جيشاً من الصيليبيين بالقرب من طبريا في شمال شرق فلسطين. كانت الخسائر في صفوف الصليبيين كبيرة لدرجة أن المسلمين تمكنوا بسرعة من اجتياح مملكة القدس. وفي غضون 3 أشهر، سقطت عكا وتورون وبيروت وصيدا والناصرة وقيصرية ونابلس ويافا وعسقلان بين يدي جيوشه.

معركة حطين وفتح بيت المقدس

تمكَّن صلاح الدين من تكوين جبهة إسلامية موحَّدة، لكن سيطرة الصَّليبين على بعض مدن الساحل الشَّامي، فضلاً عن حصني الكرك، والشوبك، كلُّ ذلك يمثل عقبة كأداء في إمكانية الاتصال بين محوري دولته التي ضمت مصر، ومعظم بلاد الشام، وجزءاً من أرض العراق، يضاف إلى ذلك: أنَّ هـذه المدن، والموانئ الساحلية تمتَّعت بمكانةٍ استراتيجية هامَّة؛ لأنَّ سيطرة الصليبيين عليها جعلهم على اتِّصال دائمٍ بوطنهم الأم الغرب الأوربي، لذلك اهتمَّ صلاح الدين منذ بداية حكمه بالإغارة على هـذه المناطق، بل إنَّ اهتمامه بذلك يرجع أيضاً إلى أيَّام وزارته في الدولة الفاطمية.


وفي الواقع إنَّ صلاح الدين قد ألحق بالصليبيين خسائر جسيمة في الأرواح، والعتاد من جراء تلك الغارات التي نظَّمها على مدن الساحل الشامي، الأمر الذي دفع الصَّليبيين ـ على ما يبدو ـ إلى التفكير في تخفيف الضَّغط عن تلك المناطق بتحويل نظر صلاح الدين عنها، وذلك بالإغارة على منطقة ساحل البحر الأحمر، هـذا فضلاً عن استغلال وجوده في تلك المنطقة، وتهديد المقدَّسات الإسلاميَّة لطعن الإسلام في أقدس بقاعه إلا أن الأحداث كانت تجري بسرعة في مصلحة صلاح الدين.


معركة حطين مفتاح بيت المقدس:


كانت معركة حطين معركة تحرير فلسطين؛ لأنَّها هي التي فتحت طريق النصر إلى بيت المقدس، وباقي فلسطين، وقد وصف ابن واصل هذه المعركة بقوله: كانت وقعة حطِّين مفتاح الفتوح الإسلامية، وبها تيسَّر فتح بيت المقدس، وعدَّها حلقةً وسط بين فتوحات نور الدين محمود، وركن الدِّين بيبرس البندقاري. فمنذ وفد ملوك الفرنج إلى البلاد الساحلية، واستولوا عليها؛ لم يقع للمسلمين معهم يومٌ كيوم حطين، فرحم الله الملك الناصر، وقدَّس روحه، فلم يؤيَّد الإسلام بعد الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ برجل مثله، ومثل نور الدين محمود بن زنكي، رحمة الله عليهما، فهما جدَّدا الإسلام بعد دروسه، وشيَّدا بنيان التوحيد بعد طموسه، ثمَّ أيد الله الإسلام بعدهما بالملك المظفَّر ركن الدين بيبرس، وكان أمره أعجب؛ إذ جاء بعد أن استولى التتار على معظم البلاد الإسلاميَّة، وأيس الناس أن لا انتعاش للملَّة، فبدَّد شمل التتار، وحفظ البلاد الإسلامية.


توفي صلاح الدين الأيوبي بسبب الحمّى سنة 589 هـ (1193 م) في بساتينه المحبوبة في دمشق – سوريا. وقد كان مرهقاً من حياته التي قضاها في حملات عسكرية شبه مستمرة. وقيل إنه تبرّع بكامل ثروته إلى الفقراء حتى أنه لم يترك شيئاً يدفعه مقابل جنازته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88