التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

حمزة بن عبدالمطلب سيد الشهداء وأسد الله ورسوله

حمزة ممّن شهدوا غزوة بدر مع المسلمين وأبلى فيها بلاءً حسناً؛ فقد قتل شيبة بن ربيعة وطعمة بن عدي، وشارك في قتل عتبة بن ربيعة أيضاً.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عمارة رضي الله عنه، هو عمّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأخوه في الرّضاعة، فقد أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت الرسول، وأكبر من النبي بسنتين فقط.

كان من السابقين في اتّباع النبي والدخول في الإسلام، أسلم في السنة الثانية من البعثة، ونصر الرسول، فقد كان المسلمون قبل إسلامه وإسلام عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، لا يجرؤون على الظهور أمام المشركين وإعلان إسلامهم، ولكنّهم بعد إسلامهما خرجوا في صفَّيْن؛ صفّ يقوده عمر وصف يقوده حمزة.

إسلام حمزة بن عبدالمطلب

أسلم حمزة -رضي الله عنه- بعد أن عَلِم أنّ أبا جهلٍ قد سبّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-، وشتمه، وآذاه، فغضب حمزة لِما سمعه، وكان قد خرج من أجل الصيد، فرجع للكعبة عند نادي قريش، وكان أبو جهل جالساً بين قومه ورجاله، فرفع حمزة -رضي الله عنه- القوس الذي بيده، وضرب به على رأس أبي جهلٍ، إلّا أنّ أبا جهل منع رجال قريش من مساعدته، وأخبرهم أنّه سبّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-، فأعلن حمزة -رضي الله عنه- إسلامه أمام الجميع دون خوفٍ، أو تردُّدٍ، كان لإسلام حمزة الأثر الشديد على قريش؛ إذ ظهر أمرُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وانتشرت رسالته بين الناس بشكلٍ أكبرٍ، ممّا كان سبباً في عرض قادات قريش المنصب، والمُلك، والمال على النبيّ، فرفض، وتمسّك بالدعوة إلى توحيد الله. وليس من الصحّة القول بأنّ إسلام حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه- كان صدفةً؛ بل سُنّةٌ من سُنَن الله -عزّ وجلّ-، وسببٌ في نصر دعوة محمدٍ بتدبيرٍ من الله -تعالى-. حمايةً وعزّاً للنبي ورسالته وأتباعها.

جهاد حمزة في غزوة بدر

كان أوّل لواءٍ عقده النبيّ لحمزة -رضي الله عنه- في المدينة المُنوّرة؛ فقد اختاره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من بين الصحابة؛ لمبارزة الفرسان في غزوة بدر؛ حيث تقدّم من المشركين عتبة بن ربيعة، مع أخيه، وابنه لبدء الهجوم في المعركة، وطلبوا أن يخرج إليهم ثلاثة من الصحابة؛ ليبارزوهم، فلمّا خرجوا إليه سألهم: من أنتم؟ فأجابوه، فقال لهم: “لا حاجة لنا فيكم، إنّما أردنا بني عمنا”، فقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (قُم يا حَمزةُ، قُم يا عليُّ، قم يا عُبَيْدةُ)، فخرج حمزة -رضي الله عنه- لمواجهة عتبة، وبارزه حتى قتله، وعُرِف -رضي الله عنه- بقوّته، وشجاعته، وأبلى بلاءً حسناً في قتاله، وكان يُعرَف بالحرب بعلامةٍ؛ وهي ريشة نعامةٍ، أمّا المشركون فقد كانوا يتساءلون يوماً: “من هذا الذي كان مُعلماً بريشة في صدره؟ قالوا: إنّه حمزة فقالوا: هذا الذي فعل بنا الأفاعيل”.

استشهاده

كان زعماء قريش في غزوة أحد يهدفون لقتل رجلين اثنين؛ الرسول صلى الله عليه وسلم وحمزة بن عبدالمطلب، فأخذوا يتآمرون ويخططون لكيفية قتلهما، حتى إنّهم وقبل الانطلاق إلى المعركة كانوا قد اختاروا الشخص الذي وكّلوه بقتل حمزة، وهو عبد حبشي اسمه وحشي، وقد كان ماهراً في رماية الحربة، ووعدوه بحريته إن هو أنجز ذلك، ثمّ دفعوه إلى هند بنت عتبة لتزيد في تحريضه على ذلك، إذ كانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها وأخاها وعمها وابنها، وقيل لها إنّ حمزة هو من قتل بعضهم وأجهز على بعضهم الآخر، فاستمرت لأيام قبل الغزوة تحثّ وحشياً وتقنعه بمهمة قتل حمزة، ووعدته بمجوهراتها مكافأة له، ففرح لذلك وعزم على فعل ذلك.

 

وفي غزوة أحد كان حمزة على عادته من الشجاعة والبسالة، يقاتل الرجال فيقتلهم، ويضرب عن اليمين والشمال، ووحشي واقف يراقبه من بعيد، ويتحيّن الفرصة المناسبة لقتله، فما إن سنحت الفرصة المناسبة حتّى رمى بحربته عليه، فوقعت الحربة بين أسفل بطنه وعانته رضي الله عنه، ثمّ خرجت من بين رجليه، ومع ذلك فقد نهض حمزة رضي الله عنه محاولاً اللحاق بوحشي إلا أنه لم يستطع ذلك، فمات شهيداً رضي الله عنه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88