زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

وقفة عجلى على نصوصٍ منتخبة من شعر القفارين “عبد الرحيم ومسلم”

أهداني الصديق الأستاذ/ سعد مسفر الحمودي، بعض النصوص من شعر بني عمه “القفارين” على اليوتيوب، أحببت أن أقف عليها وقفةً عجلى، على القدر الذي تسمح به هذه المساحة، فمن ذلك نصوص للشاعر “مِسْلِم بن زايد القفران” تبرز جمالياتها في نواحٍ ثلاث:

أ‌) الفكاهة: وهو يعالج القضايا الاجتماعية بشعرٍ فكاهي، يستحيل به السامعين إلى موقفه، من ذلك قوله: “تبارك الله، ماشاء الله ياحظ معنا في الوراعين بشكة يدجون في الشارع، وبشكة في وسط البيت حادين”

“اللي يقول اعطني خمسين، واللي يقول ابغي ريالين، واحنا في فتنة عظيمة، أكلنا وشربنا في البيت صنفين”

“اللي تعالم في فرش البيت واللي تعالم في المواعين”

وتِعالِمْ، يعني: تلح وتطلب من زوجها ذلك.

ويبدو لي أن التثنية في كلمات “صنفين” “ريالين” لم تأت لموافقة القافية، فقط، وإنما لتحكي حال جور من الزمن من الجهتين، جهة ضيق ذات اليد، وجهة البعد الزمني لهذا الأمر المصاحب للزمن.

ب‌) رثاء الشعر: وقد استمعت إلى نصٍّ له يرثي فيه حال الشعر بعد ظهور مسابقات الشعر، وشاعر المليون، وكأنه يقول إن الشعر يمتهن بذلك، لنستمع إلى النص يقول فيه: “الشعر عند اللي يعرفونه، واللي يوالفهم ويوالفونه ، ما هو عصيدة تنعصد للي يأكلونه. بالله ياأهل الشعر عزوا مقامه، والجمل ما يقوده إلا خطامه، والشعر ذروة سنامه، لا تجحدون الشعر والياه مجحود”

ج) براعة الصورة، وقد شُهر مسلم بذلك.

انظر إلى هذه الصورة البارعة، “الشعر ذروة سنامه”

“ماهو عصيدة تنعصد تأكلونه”

“ماشي شعر يطلع بمشعاب”

أما أخو الشاعر عبد الرحيم، فقد كان صارمًا وحاسمًا في قوله: ويشتهر ببراعة الصور، وتقمص الحالة الشعرية والتعبير عنها:

احفظ له قوله:

عذّرت في البندقة والصيد واعذرت في مبدا الجبال، من يوم قفوا مفاتيل الرجال.

فحالة البكاء على أصحابه الذين فقدهم جعلته لم يعد يبالي بهوايته لحبِّ الصيد، وحبِّه صعود الجبال.

انظر إلى هذه الصورة في تكملة النص:

أبكي ولا ابغي العرب يدرون، وامشي مع الناس وانا كني لحالي،

لو كان شاورتني ياالموت قلت خذني، وخليهم بدالي.

ولا أريد أن استقصي كلّ ما يمكن أن يقال في هذه العجالة وإنما سأترك الأمر لمن قد يكمله بعدي، فنصوصها ثروة لا تقدر بثمن.

بقلم الدكتور/ عالي بن سرحان القرشي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. رحم الله أمواتنا
    بارك الله فيك دكتورنا الغالي على هذه الوقفة الجميلة
    ونتمنى أن تكون وقفات.

    نتمنى أن يجد أقترخنا القبول لدى ( هتون ) ود. عالي

    دمتم بود

  2. أبدعت يابروف في تقريب الصورة الذهنية وتبسيط معاني الأبيات وتركيباتها البلاغية كم وددت لو استرسل قلمك في كلامك الشيق وتطرقت إلى الصورة البلاغية في قول مسلم رحمه الله في رده على عتاب عامر الهميلي القرشي عندما قال : ولعت لي نار في الوادي وقيد الجبل من صلوه احتر.. وانا احسب ان الجبل محزاه…. فيها صوره اخاذه إذ جعل من صديقة جبل شامخ لاتؤثر فيه نار الوادي… اشكرك على لفتاتك الجميلة المبهرة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88