إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

النميمة .. والقيل والقال

خالد بركات

بقلم خالد بركات..

ما قُلتَ أنتَ وما سمعتُ أنا

هذا كلامٌ لا يليقُ بنَا

إنَّ الكرامَ إذا عرَفتَهُم

أخفُوا القَبيحَ وأظهَرُوا الحَسَنَا

هذان بيتان للشاعر الجاهلي (البهاء زهير)، يصوِّر فيهما عظمة الأخلاق ورفعة التسامح.

أكثر ما يكرهه الإنسان المتصالح مع ذاته، وبالطبع يخاف ربه، هي: النميمة والقيل والقال.. ومحاولة الإساءة لسمعة الناس ومسلكيّتهم..

النميمة وتعريفها وخطرها ودوافعها وحكمها..

النميمة هي: نقل الكلام بين طرفين على وجه الإفساد.

خطر النميمة: التفريق بين الإخوة والأصدقاء.

ما هو الدافع للنمـيمة؟

 قد يكون المجاملة، أو فضول الكلام وحب الثرثرة دون النظر في العواقب، أو الرغبة في الإفساد وشحن القلوب بالأحقاد.

حكمها: محرمة بإجماع الأديان؛ وهي كبيرة من كبائر الذنوب والكبائر لا تغفر إلا بالتوبة منها، على قول أهل العلم وهو الصحيح لأن كل الأدلة التي فيها مغفرة للسيئات بالمكاثرة بالحسنات والأعمال الصالحة مقيدة بالصغائر دون الكبائر.

وأيًّا ما كان الدافع، فمجرد نقل الكلام على وجه الإفساد إثمٌ، لما يترتب عليه من تفريق بين الأحبة، وإن أضيف له نية الإفساد كان أشد إثمًا وأغلظ حرمة، كأن يقول له إن فلانا يقول عنك كذا وكذا، فيحمل في قلبه الحنق على الغائب.

وكل من نُقلت إليه النميمة، مثل أن يقال له: قال فيك فلان كذا وكذا أو فعل في حقك كذا.

– عليه عدم تصديقه؛ لأن النمام فاسق مردود الشهادة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ”.

ولا ترضَ لنفسك ما نهيت النمام عنه ولا تحكِ نميمة فتقول: فلان قال لي كذا وكذا.

– وأن لا يظن السوءَ بأخيه أو صديقه الغائب.

قصص في النميمة للعبرة..

كنت جالسًا مع وهب بن منبِّه، فأتاه رجل فقال: إنِّي مررت بفلان وهو يشتُمك.

فغضب فقال: ما وجد الشَّيطان رسولًا غيرك؟

فما بَرِحْت من عنده حتَّى جاءه ذلك الرَّجل الشَّاتم، فسلَّم على وهب فردَّ عليه ومدَّ يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه.

—————————————–

قال أحدهم لرجل: فلان شتمك.

قال: هو رماني بسهم ولم يصبني؛ فلماذا حملت السهم وغرسته في قلبي؟

——————————————–

جاء رجل إلى أحد الصالحين فقال له فلان يذكرك بسوء

فأجابه: إذا صدقت فأنت نمام.. وإذا كذبت فأنت فاسق.

 فخجل وانصرف.

——————————————-

صاحب النميمة هو النمام: هو إنسان ذو وجهين

يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده، وقد حذر النبي محمد -ﷺ- والسيد يسوع من أمثال هؤلاء.

أما من صفات النمام: في ️قول الله تعالى في سورة القلم بعضُ صفاته:

حلّاف: كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان كاذب يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقتهم.

مَهين: لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.

همّاز: يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.

مشّاء بنميم: يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم.

وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه.

منّاع للخير: يمنع الخير عن الآخرين.

معتدٍ: أي متجاوز للحق والعدل إطلاقًا.

أثيم: يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له.

عُتُلّ: وهي صفة تجمع خصال القسوة والفظاظة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.

زَنيم: وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد. ولأن النمام حسود يولد طاقة سلبية بحضوره..

اللَّهُمَّ إنّا نسألُك جبرًا للقلوب، وتيسيرًا للأمور، وارزقنا أجمل مما تمنَّينا، وأكثر مما توقَّعنا، وأفضل مما دعَونَا، وبُعدًا عن كل خذلان، وحمايةً مِن كل أذَى، وتدبيرًا مِنك لكُلِّ أمورنا.

اللهم وفقنا إلى مرضاتك وابعد عنا أهل النميمة..

رسالة من عبدِ الله لعبدِ الله

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88