العصفور العاشق
ها قد أرسلتني إليك رياح الشوق العابرة، عبر قاطرة الحنين، إلى شباكك سيدتي حيث انتظرت آلاف السنين.
بجناح جريح امتطيت صهوة العشق إليك غير مكترث بالنتائج، خاصمت الرياح، وعاركت نوازلها، وسافرت أجوب أزقة التائهين، وشرفات المغرمين، وقلوب الغارمين.
واليوم تعبت من سفري، لكني وصلت إليك غاليتي، وقفت على نافذة الأمل أزقزق بأنغام الحب؛ عساكِ تفتحي لي.. طائر يريد أن تأسريه إلى جوارك سيدتي، ممزق الحظ يحبو إلى وجهك الملائكي؛ يريد امتلاكه.. لا؛ إن شئت رؤيته فحسب.
أطلت انتظاري على الشباك، جائع وبالبرد أتدثر، وجراحي مشرعة في وجه الصقيع تنتظر من يداويها، لا أحد لي في هذه المدينة إلا أنتِ.
كدت أتجمد بردًا، لولا رحمتك بي، حين أتيت النافذة لتنظفيها -رغم البرد-، وجدتني أقارع الموت وأتدفأ بشيء منك -بذكراك-التي تمر بين الفينة والأخرى على عقلي العاشق، وقلبي الولهان.
ها قد تعثرت يداكِ بي فحملتني في عرش يديك أرتعش، على رصيف للذهول، ما كنت أدرى أن الموت على يديك له قدسية، وما كنت لأتصور أن ألقى وجهك الجميل يفجع علي، كنت فقط أنتظر ولم أضع أي احتمال لنجاتي على يديك. لليالٍ بت أنتظر حتفي على شباكك ولم أتراجع عن قراري في أن أحظى بدفئك يا فاتنتي.
قالت: آه أيها العصفور الجميل أين اختفيت عني كل هذه المدة وتركتني لوحدي أصارع غربتي من دونك؟
قلت: حقًًا أميرتي انتظرت قدومي إليك؟
قالت: وهل أنسى عصفورًا عاشقًا مثلك.
رددت: حقًّا.. أنت تعلمين ما أكنه لك من مشاعر.
أجل أعلم كل شيء لكني أستحي من الليل، أن أشكو له غربتي من دونك، وأستحي من النهار أن تتعرى مشاعري بوحًا له فيهتك ستارك.
الحب أمر سري.. متى اتضح انفضح، ونحن عاشقان غريبان لا يمكن أن يرى لهما شرًّا، ولا أن يكشف لهما سرًّا، ولا يهتك لهما سترًا.
رد العصفور الصغير بعد أن استرخى فوق الحرير، وتغذى فشبع وداوت أميرته جراحه، وتماثل للحياة (كنت أثق فيك، حقًّا أنت أميرة قلبي؛ لأنك بالأخلاق تتجملين، وانتظاري لك لم يضع سدى).
عصفوري الصغير، لقد انتظرنا كثيرًا.. وها نحن اليوم نلتقي ولن نفترق البتة.
عاتبني الليل الطويل، وخاطبني سواده الأليل، قال: أما تعبت يا هذا من انتظارك؟
رددت مبتسمًا ومنقاري يكاد يلتصق ببعضه لشدة البرد، ورغم ذلك ابتسمت في وجهه وقلت: العاشق لا يمل ولا يكل.
ضحك مستهترًا وقال: حتمًا أنت مجنون بهواها، والمجانين فقط لا يعرفون أين يسيرون ولا يدركون عواقب الأمور.
قلت له: إني مريض بحبها وأتمنى لو أحظى بقربها قبل أن أموت.
قال: غبي ينتظر القدر، ذاهب أنت إلى حتفك.
لم أرد عليه لأني أدرك غايتي.
وكنت لضعفي كل ليلة أنادي: “يا وردتي افتحي قلبك لي، أسرعي فالبرد يأكلني والجوع يقتلني، والموت تلقفني عما قريب.”
– آه تعذبت كثيرًا وأنت تنتظر حتى سخر منك الليل.
– لو مت أمام شباكك لكنت ذو حظ عظيم.
– لا تقلها يا عصفوري الجميل، أبعد الله عنك البلاء، هذه النافذة لم تفتح منذ مدة لأن زوجة أبي أحكمت إغلاقها، والآن بعدما توفيت ها أنذا أفتحها، كانت شريرة حرمتني من طفولتي، وكانت تحرض أبي علي ليضربني-وأدمعت عيناها-.
– آه يا أميرتي كيف تسنى له ضرب جوهرة مثلك؟!.
– هي أقدارنا.. نعيشها برضا كبير؛ لأن الله خالقنا يعلم سرنا وما يخفى.
– دائمًا إيمانك يقودك إلى النجاح والفلاح، الإيمان يصنع المعجزات، فأبي ندم على كل ما اقترفه في حقي والآن نحن صديقان.
– بدأت أغار؛ وأنا.. أين مكاني؟.
أنت محبوبي الصغير.
الكاتبة الجزائرية/ فتيحة رحمون
سرد جميل يحمل رسائل دالة ومعبرة وتناول جيد للموضوع.. أشكرك
كلمات رقيقه ومعبرة
جميل جدا ورايع
الله عليكي حقا
ما اروع واجمل هذة الكلمات المميزة
دائما متألقة ومبدعه
مقال اكثر من رائع ومعبر وشيق شيء جميل فعلا
كاتبة مميزة بكتابات متفردة من نوعها
شيء في غاية الروعة والجمال
تناول جيد للموضوع
احسنت
بوركت
ماشاءالله
شئ في غايه الجمال
ابدعت
ممتاز
إبداع ماشاء الله
جميل جدا
رائع
سلمت يداك
عظيم
بارك الله فيك
رائع جدا
موضـــوع راااااااائــــــــــع جدااا ومجهود يستحق الثناء والتقدير الله يعطيكي الف عافيـــــــــة
كلام كله حكم
بارك الله فيك اختنا المتميزة دائما
دام نبض قلمك وإختيارك المميز
الشكر لصحيفة هتون بالتوفيق ان شاء الله
جميل جدا
أبدعتِ أستاذتنا
وكنت لضعفي كل ليلة أنادي: “يا وردتي افتحي قلبك لي، أسرعي فالبرد يأكلني والجوع يقتلني، والموت تلقفني عما قريب.”
هي أقدارنا.. نعيشها برضا كبير؛ لأن الله خالقنا يعلم سرنا وما يخفى.
بارك الله في بوحك
رائع
سلمت يداك
بارك الله لك
شئ جيد للغايه
ماشاء الله
موضوع رائع
جميل جدا
مقاله ممتازه
كتبت كل جميل
جهد عظيم
سلمت يداك بالتوفيق ان شاء الله
جهد مشكور