استطلاع/تحقيق/ بوليغراف / هستاق

الرجال وحكاياتهم مع الحرص على لباس العقال

العقال من الناحية النظرية هو جزء من اللباس الشعبي للرجل العربي وخصوصاً في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام، يتم وضعه فوق الشماغ والغترة  ولكن من الناحية الفعلية هو أكثر من جزء من الزي العربي التقليدي؛ إذ أنه بات يرتبط برموز الأصالة والانتماء فهو «تاج الرأس» وبه ترتبط الكثير من الخصال التي تتعلق بالرجولة ومفاهيمها.
إعداد / هتون الشمري

صحيفة هتون تتبعت عدد من الحالات حول لبس العقال وهل يحرص جميع الرجال على لبس العقال ؟ وكذلك رأي النساء وقصص حول العقال .

أراء ووجهات نظر :

يقول الأستاذ/ عمير النوشان من القصيم : (عني أشعر أن لبس العقال ضروري في المناسبات وأنه يحرص على لبسه عند الذهاب للعمل وفي الزيارات والمناسبات وأنه داخل المنزل لايلبس لا الشماغ ولا الغترة ولا العقال )

للعقال حكاية.. تعرف على أصله وكيف بدأ | موقع سيديويوافقه نفس الرأي صالح ابو إبراهيم من الرياض : ( عندنا في السعودية لبس الشماغ والغترة من الضروريات جدًا فلو أخذنا تاريخ ذلك لوجدنا أنه في الخليج العربي ظل حاجة ضرورية طوال الوقت وذلك بسبب المناخ الصحراوي الحار، وعليه كان يتم وضع الغطاء لحماية الرأس من أشعة الشمس الحارقة، ولأن الغطاء القماشي هذا لا يثبت من تلقاء نفسه كان لا بد من العثور على «آلية» تثبته، ولا تزعج الشخص الذي يضع غطاء الرأس ولا تحبس الحرارة بشكل كبير.وهكذا شيئاً فشيئاً تم تطوير ما يشبه العقال، ليصبح لاحقاً جزءاً ثابتاً توارثته الأجيال.

بينما الأستاذ عبدالله الحديثي فهو لا يلبس العقال معللا ذلك أنه منذ ألتحق بالمعهد العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض فكان من قوانين المعهد عدم لبس العقال فاستمر بهذه الطريقة حتى بعد تخرجه من المعهد وعمله الآن كإمام مسجد في حين أنه يؤكد على أن لبس العقال ليس محرم دينيًا .

وعن نظرة النساء للرجا ل الذين يلبسون العقال تقول أم عايض أحب أن يلبس زوجي وأبنائي الكبار العقال مع الغترة لأنها تعطيهم وجاهه كبيرةالعقال العربي.. اعتز به الخليجيون ووثقوه في أشعارهم | الخليج أونلاين

ونفس الرأي تقول منيرة العموش أن لبس الرجل للعقال يدلل على الأناقة والعناية بالمظهر وعني أفضل الرجل الذي يلبس العقال عن غيره

وفي حديث لنا مع الأستاذ محمد الميرعان بائع ملابس رجال وكذلك للعقال يقول : ( العقال يدل على هوية الشخص وجنسيته، فالعقال المنسوج والمتوسط يدل على السعودي و المهدب يرتبط بالقطري، والعقال الصغير يعود للكويتي، والعقال باستدارة كبيرة يرتبط بالعراقي. سابقاً كان أكبر حجماً وأكثر ضخامة ولكن حالياً هناك الكثير من التفنن سواء في المواد المستخدمة أو آلية نسجه.وعندنا في السعودية موديلات كثيرة تظهر كل عام في وقت المناسبات )

 

أقوال وقصص في تاريخ العقال :

وفق الباحث التاريخي حيدر الناصر فإن أصل العقال يرتبط بواقع أن العرب قديماً كانوا يستخدمونه لربط الناقة من أجل تثبيتها في مكان ما وعندما يحين وقت التنقل يقومون بوضعه فوق الغترة. ثم يصار إلى إستخدامه مجدداً عند الحاجة إليه.

الكــــــويـت ثــم الكـــــويـت: أصل وتاريخ العقال والمعتقد المضحك ؟في المقابل هناك رواية أخرى تقول إن العرب وعند التنقل كانوا يستخدمون السوط لحث الدواب على السير وعند الانتهاء من الحاجة إليه كانوا يلفونه ويضعونه على رؤوسهم.
بعض الروايات تذهب إلى مكان مختلف كلياً وتقول إن أصل العقال في بلاد الشام والذي انتقل لاحقاً إلى الجزيرة العربية يرتبط ارتباطاً مباشراً بالأندلس، وهناك أكثر من رواية. الأولى تقول إن الرجال في الشام وتعبيراً عن حزنهم وغضبهم قاموا بعصب رؤوسهم بقطع من القماش الأسود «حداداً» على سقوط الأندلس لتتحول مع الزمن وتتبدل وتصبح العقال بشكله الحالي.

القصة الثانية تقول إن النسوة وبعد سماع خبر سقوط الأندلس قمن بقص جدائلهن فقام الرجال بربط رؤوسهم بالجدائل لتتحول لاحقاً إلى عادة بين النساء والرجال لتعود وتنحصر بالرجال فقط.

القصة الثالثة تقول إن القادة كانوا خلال الحرب يضعون ربطة بيضاء حول الخوذة ولكن وبعد سقوط الأندلس قاموا باستبدالها بربطة سوداء حزناً وحداداً، وكان القسم ألا يخلعوها؛ حتى تعود الأندلس مجدداً. وبما أن الأندلس لم تعد فإن الربطة تلك تطورت وأصبحت وتبدلت وباتت العقال بشكل الحالي اليوم.

الفقراء والرعاة كانوا يفتحون العمامة لتغطي أكبر مساحة ممكنة من الرأس والوجه؛ كي يحموا أنفسهم من الحر والغبار. ثم قام أحدهم بابتكار فكرة تثبيتها على الرأس لمنع تطايرها، وكانت العمامة المفتوحة تربط بحبل ثم تطورت لتصبح قطعة قماش ثم خيطاً، ثم أصبحت العقال.

ان اكثر سكان الجزيرة العربية هم سكان وادي الرافدين ووادي النيل وقد سكنو بجوار وبمحاذاة الانهار , فكان اكثرهم من صيادي الاسماك وكانو اذا ذهببالصور: من مورثنا العريق العقال العربي والعباءة احدهم للصيد واتى بالصيد الوفير يقوم بوضع الشبكة على راسه لكي يعلم التجار القريبين من النهر بان لديهم صيد للبيع والذي يعود ولا يضع الشبكة على راسه لا يتوفر لدية صيد …
وبمرور الزمن اصبحو تجار السمك هم من الصيادين انفسهم ولديهم صيادين وسفن صيد خاصة بهم .. فكانو يلبسون الشبك على رؤوسهم دلالة على انه تاجر صيد ودلالة على الثراء وكان مايميز الصياد عن التاجر هو صنعها من القماش وبمرور الوقت اصبحت الشبكة غترة يلبسها اغنياء وتجار الجزيرة العربية ..
والدليل على ذلك هو ماتراه من رسومات على الغترة ما تدل على شبكة الصيد وكذلك الامواج في طرف الغترة العربية ولبسها من قبل كبار السن وارباب العمل .هذا المحزم كانت تلبسه في بادئ الامر النساء الكبار بالسن ويدل على كبرها ورشدها وعقلانية الشيخات منه .. صنع العرب نظير له وهو عقال الرجال والدليل على انه تقليد للعقال الاصلي تراه مصنوع من الوبر وكذلك يحتوي على كركوشة متدلية تدل على العكدة المتدلية …

العقال والشماغ ..زينة الرأس وجدل التاريخ | صحيفة الاقتصاديةيذكر الكرملي أن العربيات يلبسن عقالا يسمى النوفلية، ويقول: جاء في تاج العروس: “النوفلية: شيء من صوف يكون في غلظ أقل من الساعد، ثم يحشى ويعطف ثم تختمر عليه نساء العرب. نقله الأزهري”. فيؤخذ من هذا الشرح أن النوفلية شيء يشبه عقال الرجال إلا أنه متين ومحشو صوفا لكي لا يثقل على الرأس. وقد كنت كتبت في عام 1938 رسالة من القاهرة إلى الجليل عبد الله مخلص في القدس ليسأل الشيخ كاظم الدجيلي قنصل العراق هناك وهو من الواقفين أتم الوقوف على آداب وأخلاق الأعراب وأهل البادية عما يعرف عن العقال الذي تتخذه بدويات العراق، فأجابني المخلص بما يأتي: «… وقد زرته وحدثته بما أردت وسألته عن العقال الذي تلبسه نساء البدو في العراق، فذكر لي ما أدونه لكم باختصار: “نساء شمر، وعنزة، والضفير، وربما بعض نساء زوبع يشددن على رؤوسهن العقال، وطوله نحو ثلاثة أمتار، حيث يلف على الرأس ثلاث أو أربع لفات، وفي طرفيه عثكولان يتدليان من الخلف، وفي وسط الرأس عقدة، أو ما يسمونه ضبة”. وهو كما ترى من نوع العقال الذي يستعمله الرجال، إلا أن لفات أو طيات العقال الذي تستعمله نساء العراق أكثر. وعلى ذكر العقال، أقول لكم إن العرب في فلسطين مسلمهم ونصرانيهم قد لبسوا العقال، ونبذوا الطربوش، وتراني الآن أضع على رأسي كوفية بيضاء، وعقالا أسود من المرعزي كأعرابي من البادية».

 

ماورد في الشرع عن لبس العقال :

ليس في لبس العقال أي حرج شرعي ، والأصل في اللباس الإباحة إلا أن يأتي في الشرع ما يحرمه للونه أو لصفته أو لطوله .
ومرجع عدم لبس العلماء وكثير من طلبة العلم في بلاد الحرمين للعقال إنما هو بسبب ما اعتادوا عليه وصار بينهم عرفاً ، وفي الدول الإسلامية الأخرى تجد الأمر مختلفاً ، فمن البلاد من يلبس العلماء فيها الجبة والعمامة ، ومنهم من يلبس العقال ، والأمر في هذا واسع ما لم يرد ما يحرم عليهم لباسهم .

وفي فتوى للشيخ إبن باز يقول : ليس بشيء العقال ليس بشيء، لو لبس عقال أو  خيط أو عمامة لا بأس كله لا بأس. أمور اللباس هذه ما فيها بأس إلا على وجه يكون فيه مشابهًا للكفار، فالشيء الذي فيه مشابهة للكفار لا يفعله ما دام ملابسه يلبسها المسلمون فلا بأس.

قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله ، توفي سنة 1349هـ :
“وأما لبس العقال : فهو من المباحات ، ولم يرد في الأمر به والنهي عنه عن العلماء ما يوجب تحريمه ولا كراهته ؛ لأن لبسه من العادات الطبيعية كغيره من الملابس التي اعتاد الناس لباسها كالعمامة والرداء والإزار والقميص وغير ذلك من الملابس العادية .
فبهذا الاعتبار يكون لبس العمامة التي كان يلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يلبسونها عادة ، ولبس العقال الذي يلبسه الناس اليوم من المباحات والعادات ، فهما سواء بهذا الاعتبارعقال - ويكيبيديا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88