تيكال.. أجمل مناطق حضارة المايا الأثرية
تيكال.. أجمل مناطق حضارة المايا الأثرية – تيكال Tikal (وتهجأ Tik’al في إملاء لغة المايا الحديث) هي آثار مدينة قديمة، ومن المحتمل أن اسمها كان ياش موتال Yax Mutal، وتم اكتشافها في غابة غواتيمالا المطيرة. وقد اكتشفها جامع صمغ يدعى أمبروسيو توت، وأبلغ صحيفة لا غاسيتا الغواتيمالية التي سمت الموقع تيكال. تم نشر التقرير في مجلة أكاديمية العلوم في برلين في عام 1853،
وبدأ علماء الآثار وصيادو الكنز بزيارة الموقع. اليوم، فإن السياحة في الموقع تساعد في حماية الغابات المطيرة. وهي إحدى أكبر المواقع الأثرية والمراكز الحضرية في أرض المايا قبل الاكتشاف. وهي تقع في المنطقة الأثرية من حوض بيتين في شمال غواتيمالا. تقع في قسم إل بيتين، الموقع هو جزء من حديقة تيكال الوطنية في غواتيمالا، وفي عام 1979 تم الإعلان عن إدخال المدينة ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي.
على مر العصور والأزمان, ارتبط خيال الرحالة ومحبى السفر والتجوال بغموض المدن المفقودة من حضارات قديمة وغابرة, وتعتبر مدينة ومتنزه تيكال بجواتيمالا, أحد أهم المراكز الحضارية القديمة لحضارة المايا الشهيرة.
تقع المدينة فى قلب محافظة بيتين فى الشمال الشرقى البعيد من جواتيمالا, وتعتبر مدينة فلوريس التي تبعد نحو 60 كيلومتراً من المواقع الأثرية، هي نقطة انطلاق العديد من الجولات السياحية التي تجوب الغابات المطيرة وأطلال حضارة المايا.
وترجع أهمية المدينة وأطلالها الموغلة فى عمر التاريخ الى أنها تعرض لأهم المراكز الحضارية لحضارة المايا العظيمة وتعكس التطور الثقافى والحضارى البشرى لمجتمع المايا بدءأ من مرحلة الصيد وصولا الى المجتمع الزراعى المستقر , جنبا الى جنب مع موروث حضارى ودينى وفنى ثرى, تبلور فى حضارة عامرة انهارت فى القرن العاشر بعد الميلاد.
وكانت تيكال إحدى المدن الكبرى في حضارة المايا ومن بين أكبر مدن العالم. وتقع في براري متنزه تيكال الوطني على بعد حوالي 200 ميل شمالي مدينة غواتيمالا في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة يوكاتان، وقد استقرت هناك منذ 600 قبل الميلاد.
وتعود غالبية المباني الرئيسية التي يمكن مشاهدتها اليوم إلى فترة تتراوح بين 550 و900 ميلادي. وكان عدد سكانها يتراوح بين 10 آلاف الى 90 ألف شخص، وكانت أكبر من مدينة لندن عام 800 ميلادي.
وقد اكتشف علماء الآثار 3000 مبنى على مساحة ستة أميال مربعة، مع أكثر من 200 نصب حجري منحوت.
وعلى عكس العديد من المواقع الأثرية، فإن العديد من الصروح هنا ما تزال كما كانت قبل ألف عام.
وينطبق هذا بشكل خاص على الساحة الكبرى، وهي المركز الاحتفالي الخاص بمدينة تيكال.
وتكاد المعابد شديدة الانحدار والشبيهة بالأهرامات، تصل إلى السماء المحيطة بالساحة الكبرى، وتمتد على مساحة كبيرة، وهي مرصوفة بحجر الكلس. وتُعد الساحة مسرحاً لممارسة الطقوس الدينية الملحمية، وأداء المسرحيات بشكل رئيسي على مر القرون، بالإضافة الى الأحداث الرياضية.
واختار شعب المايا قديماً مكاناً يتناسب مع احتواء عشرات الآلاف منهم، لكن دون وجود أنهار أو مسطحات مائية كبيرة، إذ كانوا يعتمدون على الأمطار الموسمية لإمدادهم بالمياه، والتي كانوا يجمعونها في خزانات.
وكانت هذه حضارة متقدمة عرفت الهندسة، والرياضيات، وعلم الفلك، أفضل من نظرائها في أوروبا، في القرن الثامن.
ويصل الزائر عبر شبكة واسعة النطاق من الممرات الى بعض الهريمات الصغيرة والمساكن الصخرية المتناثرة , وإن النظرة الأولى لمعبد الجراند جاجوار العملاق الذي يقف على ارتفاع 170 قدم كافية لأن تجذب العيون حتى وإن كانت مجرد بقايا أو أطلال.
وتنتشر مذابح الأضحيات والتقدمة لآلهة تيكال على الأرض المنبسطة وبين أطلال المعابد الباقية, ومعظم المذابح المخصصة لذبح الاضحيات المنذورة لآلهة تيكال ترجع الى الفترة من القرن الثالث الى التاسع بعد الميلاد , وتحمل دوما نقوشا تحكى عن الكهنة والطقوس النذرية المصاحبة للتضحية , وتضم تيكال خمسة من المعابد الهرمية الكبيرة بالاضافة الى ثلاثة تجمعات سكنية صغيرة كانت مخصصة للطبقات الحاكمة .
ولقد توصل شعب المايا إلى اكتشاف الرقم صفر فى وقت كان الأوربيون لا يزالون يؤمنون بالخرافات ووالسحر والشعوزة وان آثارهم الباقية من المعابد وغيرها لتثبت براعتهم الفلكية والرياضية والتى تتفق بدقة وتتوافق مع معظم الحسابات والاحداث الفلكية .
وكم هو رائع وأخاذ معبد الجراند جاجوار , رغم روعته وطوله الذى يصل الى 44 متر الا أنه ليس المعبد الأكبر فى تيكال , فهناك معبد آخر يصل ارتفاعه الى 58 مترا وثالث يصل إرتفاعه الى 64 مترا , وإذا ما خامرك الشعور بأنك من الممكن أن تكون ٌقد رأيت تلك المعابد من قبل فلا تندهش فقد كانت من المشاهد الأساسية فى أفلام حرب النجوم الحديثة كقاعدة للمتمردين ضد الغزاة الفضائيين .
تعلم أن معبد الأقنعة كما يطلق عليه أو المعبد الذى يحمل الرقم 2 يقع مباشرة فى مواجهة معبد الجاجوار فى منطقة الجراند بلازا من المدينة.
ويلاحظ أن السلالم الصاعدة على المعبد هى من الضخامة بحيث تجعل الصعود عليها من الصعوبة بمكان , إلا أن الغريب ان الحجرات فى آخر السلالم والتى تـوجد اعلى أسطح المعابد صغيرة فى الحجم جدا , ما يثير التساؤلات عن أسباب ذلك التناقض.
وقد تم تلوين أهرامات ومعابد المدينة باللون الأحمر الدموي وحملت الحوائط وجوها ضخمة للملوك.
وكما هو الحال فى مصر القديمة وأهرامها فقد بنيت تلك المعابد أعلى مقابر ملوك تيكال فى العصور التاريخية المختلفة ووجدت بها الكثير من الكنوز الرائعة .
كانت تيكال عاصمة دولة أصبحت واحدة من أقوى ممالك المايا القديمة. تعود العمارة الأثرية في الموقع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، إلا أن تيكال وصلت أوجها خلال الفترة الكلاسيكية، حوالي 200 إلى 900 ميلادي. سيطرت المدينة خلال هذه الفترة على جزء كبير من منطقة المايا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، في حين تفاعلت مع جميع أنحاء أمريكا الوسطى مثل مدينة تيوتيهواكان العظيمة في وادي المكسيك البعيد. هناك أدلة على أن تيكال غزاها أهل تيوتيهواكان في القرن الرابع الميلادي. لم تبنى أي معالم رئيسية جديدة في تيكال بعد نهاية العصر الكلاسيكي المتأخر، وكما توجد أدلة على أن قصور النخبة تم حرقها. رافق هذه الأحداث انخفاض تدريجي في عدد السكان، وبلغ التراجع السكاني ذروته بهجر الموقع بحلول نهاية القرن العاشر.