الإفتراضي

أرح ضميرك بنقاء قلبك

إلى كلِ مَن عذّبَه ضميرهُ جراء أذيةِ الناس له في ماضي الليالي المُدلِهمات، وأسهرهُ عقلهُ الباطن بالمؤلم من قاسي الذكريات، وخارت به رجلاه حين لبًى بعضًا من الدعوات، فدخل إلى محافل القوم  كاللص متخفيًا، يترقب في روحاته والجيّات، حَذِراً أن لا يقع ناظرهُ في ناظرِ مَن أذوه يومَ كان  نائماً في سبات، فأخذ مكانه في إحدى زاويا مجالس القوم الخاليةِ من النقاشات، منتظراً وجبة العشاء على أحر من جمر الغظى ليحظى بالفُتات، ثم تجرّعُ ما قُسِمَ له من صِغار اللقيمات، فالتهم وجبتة من غير شهيةٍ ولم يبقى إلا الفُتات، وقام متسللاً لِواذاً، هارباً يتلفتُ عن يمينه وعن الشمالِ لما هو من خلفه آت.

فأقولُ له ناصحاً: وجَبَ عليك أن تتعامل بعقلك الباطن بأشد المعنويات، وتُخرج من القلب أضغانه لِمَا فعلوه بك في زمنٍ قد فات، وتقوم بتنظيف عقلك الباطن من كل ما مضى من ترسبات، وكلما بعث إليك باطِنُكَ برسالة سلبية عن موقف حدث معك في زمنٍ قد مات، فما عليك إلا أن تُمرّرَ رسالته على محكمة قاضي عقلك الواعي بالثبات، ليحكم عليها بالإعدام شنقاً، ثم تُلقي بها غيرَ مأسوفٍ عليها في سلةِ المهملات، وتكونُ بذلك قد أنهيتُ ملفاً طال ألمهُ في تعذيب الضمير والذات، جراء مكوثه في أروقة عقلك الباطن في رفوف المستودعات، فترتاح من تأنيبه لضميرك وقد كان دوماً في شتات.

وأجزم لك لو نفّذت نصيحتي لتسعد، وتهجر وقوفك على الأطلال منشدًا بهيهات هيهات!!، وبهذا تكون قد جمعتَ خيرًا كثيرًا من أجزل المثوبات.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88