كَبُرْنا على الحلمِ
كبُرنا على الحلمِ في موعدٍ
لمْ يكنْ ممكنًا في بلادِ الغريبْ
سبقنا ظلالَ الحياةِ ثمانينَ خوفًا
عبرنا طقوسَ المدائنِ في زرقةِ الأمنياتْ
نقبِّلُ أغنيةً لا تعيدُ لنا الذِّكرياتْ
لكي يستريحَ نداءٌ كئيبْ
كبرنا ثلاثينَ صوتًا على دفترِ المعجزاتْ
ولمْ نكترثْ بالطُّفولةِ
في جدولِ الزَّمنِ المستحيلِ
فنحنُ ولدنا بلا موقفٍ
كي نسيرَ مع العادياتِ مع الحادياتِ
كخيطٍ تناثرَ قبلَ المغيبْ
كبرْنا على الحلمِ معذرةً يا فتاتي
فتلكَ الحديقةُ لا تنجبُ الشُّعراءْ
وتلكَ العريشةُ لا تشبهُ الغرباءْ
ونحنُ تفاصيلُ وجهٍ
تجاعيدُ حبلى بنقصِ الحليبْ
هُنا في انتظارِ العبورِ قطعنا الدُّعاءَ قعودًا
وبينَ انتظارِ الإيابِ وقفنا
جلسنا، ونمْنا طويلًا
إلى أنْ تجاهلَنا الوقتُ دهرًا
دُفنَّا، استفاقَ الجميعُ
بقينا، نلوكُ حكاياتِ أجدادِنا
عن بطولاتِ ذاكَ
بلا موعدٍ لمْ يعدْ ممكنًا في بلادِ الغريبْ
كبرنا عن الحلمِ دونَ انتباهٍ
ملكنا مع الوقتِ قيدَ النَّحيبْ
من ديوان: “أسايٓ”
الشاعر/ أحمد جنيدو