ماذا تعلمت؟
في كثير من مناقشاتنا وحواراتنا الخاصة والعامة يُطرح سؤال يبدو وكأنَّه سهل الإجابة ولكنه عميق المغزى والمعنى لمن يُبحر في الإجابة عليه: ماذا علمتك الحياة؟
هناك من يقول لك من خلال خبرتي وتجاربي، وجدت أن التاجر الذكي هو من يستغل الفرصة ولا يتردد لحظة واحدة فقد تفوته صفقة العمر وهذا يعني له بأنَّ الفرصة يجب أن تُستغل مهما كان الثمن وبأي الطرق.
وذاك المعلم يشرح تجربته فيقول وجدت أن الحديث الودي مع هؤلاء التلاميذ قد يفقدك شخصيتك وتصبح محط سخريتهم فعليك أن تكون جادًّا جدًّا متجهما لتصل إلى بر الأمان.
وآخر يحدثك عن مغامراته وإلى أي مستوى وصل من خلال الرجل الأخطبوط الذي ينجز معاملاته الخاصة وهو في شرق الأرض، ومعاملاته في غربها من خلال معارفه، ومعناها أن معرفة (أشباه الرجال تجارة) رابحة لصاحبنا هذا بما أن الأخلاق سلعة تُباع وتُشترى.
ويأتي آخر بما لم يأتِ به الأولون ولن ينازعه فيه أحدٌ من الآخرين وهو يطبق نظرية (إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب) اعتقادًا منه بأن الحياة لن تمضي بغير هذه القسوة.
صاحبنا الآخر يشرح لنا كيف استخدم ذكاءه للخروج من كل ما مر به من إشكاليات ومواقف كادت تفقده عمله وذلك بتغيير كلمة واحدة فقط في التقرير السنوي، وهذا بالنسبة له قمة الذكاء في استخدام نعمة العلم الذي أنعم الله به عليه وطبقه حرفيًّا في عمله.
أما (الدنجوان) فقد أصابته (عين الحسد) معتقدًا أن حياته مسرحية يلهو بها كل من عبر سبيله وحجز مقعدًا بجانبه فجعل من نفسه سخرية لبائعي الهوى، متلذذا بخيبته، مصدقًا قول الأعمى ومكذبًا عينيه.
هذه السلوكيات اليومية المشينة لم أجد من يشير إليها، علمًا بأن ضررها يفوق بعض ما يتم تداوله ليلا ونهارا وكأن العالم سيقف إن لم ينتخب الرئيس الذي اختاره (حزب المغردون الجدد)، وأنا أقول ليس من المنطق ولن يكون ذلك أن تكون ملاكا يمشي على الأرض ولكن كن إنسانا فقط.
ختامًا.. قدرتك الخارقة تفوق ضعفي وقلة حيلتي وانكسار ذاتي، ليس لضعف أصابني وإنما تكفيرًا عن خطئي، لعل ذاك الأمل يغسله تراب قدمي الحافيتين.
ومضة:
ليس من الحكمة مواجهة الريح.
يقول الأحمد:
الإنسان مطية أفكاره، وقراره لحظة قد تصيبه في مقتل.
بقلم الكاتب/ عائض الأحمد