زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

ركز فيما تستطيع فعله

أنقل لكم قصة منقولة بتصرف..

يُحكى أن ﻏﺰﺍﻟﺔ كانت ﺣﺎملًا، فلما قرُبت ولادتها ذهبت إلى مكانٍ ﺑﻌﻴﺪ في أطراف الغابة قرب ﻧﻬﺮ، ﻭﻓﺠﺄة وهي تَلِد ﺑﺪﺃﺕ السماء ترعد وتبرق مما تسبب بحريقٍ كبير في اﻟﻐﺎﺑﺔ، ثم رأت عن يسارها ﺻﻴﺎﺩًا يحاول اصطيادها بالسهم، ورأت عن ﻳﻤﻴﻨﻬﺎ أﺳﺪًا جائعًا يقترب ليفترسها.

الغزالة هنا لم تكن لديها خيارات النجاة، إما أن تموت بين يدي الأسد، وإما أن تموت بين يدي الصياد، أو أن تحترق في الغابة، أو أن تغرق في النهر..

فوجدت أن المخاطر في كل الاتجاهات هي نهايتها ونهاية جنينها، وليس عندها مفر أو خلاص إلا بالمخاطرة والمغامرة.

ماذا تفعل هنا الغزالة!؟

هل تحزن وتكتئب؟ أم تركض وهي ضعيفة؟ أم تستسلم للنهاية المحتومة؟ لكنها قررت أن تعمل العمل الذي تقدر عليه، فرﻛﺰﺕ ﻓﻲ ﻭﻻﺩتها، فما الذي حصل؟

سبحان الله، ﺍﻟﺒﺮﻕ أعمى ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ، وخرج ﺍﻟﺴﻬﻢ الذي ﻛﺎﻥ ﻣﻮجهًا باتجاه ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻭأﺻﺎﺏ الأﺳﺪ الجائع في مقتل، فمات على الفور، ونزلت الأمطار ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ فأطفأت حريق ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ، ونجت ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ وﻭﻟﺪﺕ بسلام.

ترويقة:

ﻓﻲ لحظات من حياتك قد تجد نفسك محاصرًا من كل اتجاه، أفكار متشائمة، وحروب روحية، وخطايا مسيطرة على القلب، وأمور متعسّرة خارجة عن الإرادة ومشكلات يصُعب حلها.

إذًا الحل أن تركز فيما تستطيع فعله، واترك الباقي على الذي يرتب حياة كل البشر -سبحانه وتعالى- فهو أرحم من الأم على ولدها.

ومضة:

أتدرون ما هي السعادة؟

باختصار هي: عافيةٌ في الدنيا وعفوٌ في الآخرة، وهناك ست دعوات تجمع لك الخير كله، كما قال عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أسألك الهُدى، والتُّقى، والعفاف، والغِنى والفوز بالجنة والنجاة من النار).

بقلم/ صَالِح الرِّيمِي

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى