إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلاممشاركات وكتابات

اليوم الوطني السعودي 93 نحو المجد ماضون

ينتشر الفرح الكبير في المملكة العربية السعودية، ويبتهج كل عام شعب طويق وكل محب له ولكيانه العظيم بالمولد الجديد للمملكة العربية السعودية، باليوم الوطني المجيد، ذكرى توحيد أطراف المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وذلك بتاريخ 17 جمادى الأولى 1351هـ، الموافق 19 سبتمبر عام 1932م.

قضى الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بمعاونة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، على الشرك والبدع التي انتشرت بسبب الجهل في الجزيرة العربية، وأعاد الناس للعقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، كما يرجع الفضل للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في القضاء على تناحر القبائل وانتشار القتل والغزو والنهب والتشتت والفرقة؛ أرسى قواعد الحكم على منهج الكتاب والسنة، وأسس الدولة والوزارات، وتدفق في بلاده المباركة البترول الذي ساعد في ازدهار البلاد اقتصاديًّا، واعتنى بإقامة العلاقات الدولية مع أمريكا وبريطانيا وغيرها، وقد قامت علاقات المملكة العربية السعودية مع الدول على أساس المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول، وكذلك للمملكة سيادتها التي لا تسمح لأحد أن يتعرض لها، وعلى التعاون مع دول الخليج العربي، ووحدة العالم العربي، والقوة والتضامن بين دول العالم الإسلامي، ودعم منظمة الأمم المتحدة.

وكان الإنسان منذ عهد الملك عبد العزيز البطل وأبنائه الملوك من بعده، محور التنمية ومرتكزها، فأولوا جل عنايتهم للتعليم والصحة وكل ما يؤمن له حياة كريمة ليعيش في رغد العيش، واهتمت المملكة بالقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وشرفت منذ توحدها بخدمة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين، ولها أيادي بيضاء في مساعدة المنكوبين وضحايا الحروب والكوارث الطبيعية في العالم؛ وهكذا هو الحال في عهد ملك الإنسانية الملك سلمان بن عبد العزيز، وعراب رؤية المملكة 2030 محمد بن سلمان حفظهما الله، هذه الرؤية التي حققت خلال سبع سنوات كثيرًا من مستهدفاتها.

لقد تم تمكين المرأة السعودية، والتي تبوأت مناصب قيادية على المستوى المحلي والدولي، واهتمت القيادة الرشيدة بالشباب؛ فهم عدة الوطن وعتاده، والذين حققوا إنجازات في كافة المجالات أبهرت العالم، وقد راهن الأمير الشاب محمد بن سلمان على الشعب السعودي، وقال إن همة الشعب السعودي لا تنكسر فهو شعب قوي كجبل طويق، وأفصح بوضوح منذ البداية عن حلمه الذي أضحى حلم شعبه أن يكون الشرق الأوسط أوروبا الجديدة، وشن حربه على الفساد بأنواعه المالي والإداري، وقال لن ينجو أحد يثبت تورطه في قضية فساد مهما كان حتى ولو كان وزيرًا أو أميرًا، وهذا ما تحقق بفضل الله ثم جهود هيئة الرقابة ومكافحة الفساد النزيهة، وبذلك تمت المحافظة على مكتسبات الوطن وانتشرت العدالة.

ومن استراتيجية الرؤية الاهتمام بالتقنية والذكاء الاصطناعي والاعتناء بالأمن السيبراني، والحكومة الرقمية؛ فكان ذلك بالفعل واقعًا مشهودًا اختصر الكثير من الوقت والجهد بأعلى كفاءة وحافظ على أمن الوطن السيبراني، وبرزت أهمية المركز الوطني للذكاء الاصطناعي “سدايا” أثناء أزمة كورونا وذلك لتسهيل العملية التعليمية وكثير من الأمور الحياتية الضرورية، وقد أثبتت وزارة التعليم بدورها استجابة مثلى للتقنية والتعامل مع الأزمة بكفاءة عالية، وجهود وزارة الصحة يشار إليها بالبنان خلال أزمة كوفيد-19 في التعامل بحكمة ومهارة مع الأزمة، وحقق رجال الصحة نجاحات كبيرة، وكانت المملكة من أكثر الدول التي أثبتت نجاحًا في حسن التعامل مع الأزمات، وإدارتها بكفاءة عالية، ومن تلك الوزارات التي تعاملت بحكمة وواقعية مع أزمة كوفيد-19 وزارة الحج والعمرة بتقليص أعداد الحجاج والمعتمرين حفاظًا على سلامتهم، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، ووزارة الإعلام كانت حاضرة بقوة ومتابعة المشهد تبث الوعي لدى المجتمع وتتابع إنجازات الوطن في ذات السياق، ويصاب اقتصاد المملكة كسائر اقتصادات العالم في مقتل أثناء أزمة كورونا، ولكن بفضل الله ثم حسن تعامل الحكومة يتعافى اقتصاد المملكة بعد عامين من الأزمة ويعود الحج عام 1444 هـ لما كان عليه قبل الأزمة وتدار الحشود في الحج بامتياز، ويشهد العالم بهذا التميز في إدارة الحشود، وبحسن ورقي أخلاق الجندي والشعب السعودي في التعامل مع ضيوف الرحمن بإنسانية.

وتحقق الرئاسة العامة لشؤون الحرمين تميزًا ملحوظًا في خدمة المعتمرين والحجاج وزوار الحرمين وتدخل تقنيات الذكاء الاصطناعي لسهولة الخدمة وجودتها.

والحديث عن المملكة العربية السعودية ذو شجون؛ لا يدري قلمي من أين يبدأ.. وإلى أين ينتهي؟.

لقد أصبحت المملكة وجهة للسياحة والترفيه، ومقصد لطالبي المتعة والسفر، وحقق موسم الرياض وموسم جدة والعلا وغيرها جذبًا كبيرًا للسياح في الداخل والخارج.

وقد أعلنت وزارة السياحة عن تحقيق المملكة فائضًا كبيرًا في ميزان المدفوعات لبند السفر في الربع الأول من عام 2023م، حيث بلغ الفائض 22.8 مليار ريال مقابل عجز قدره 1.6 مليار ريال في الربع الأول من العام السابق، وتحقق هذا الفائض نتيجة للنمو الكبير لإيرادات السياحة الوافدة بحوالي 225% مقارنة بالربع الأول من عام 2022م حيث وصلت إلى حوالي 37 مليار ريال سعودي بحسب بيانات البنك المركزي السعودي.

وأما ما يخص الاقتصاد فإن الرؤية تعتمد على تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط، وتسعى قيادتنا إلى الاقتصاد الأخضر ويقام فيها مؤتمر السعودية الخضراء، وتشارك كذلك في مؤتمر الشرق الأوسط الأخضر بمصر، للمحافظة على البيئة والمناخ، ومن أهدافها الطموح تقليل الانبعاثات الكربونية حتى نصل إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م، وتعنى المملكة بالطاقة المتجددة وتهتم بنشر هذه العناية في دول العالم، إضافة لدورها كعضو في منظمة أوبك.

ويتم إنشاء العديد من المدن الاقتصادية مثل مشروع “نيوم” الذي يعد علامة فارقة في الرقي الثقافي والحضاري ويربط المملكة العربية السعودية بالأردن ومصر، ومشروع “القدية” وغيرها مما يزيد في انتعاش الاقتصاد ويحقق جودة الحياة.

وتقوم المملكة بعمل شراكات ثنائية مع الدول، وتنضم إلى منظمات وكيانات من الدول سياسياً واقتصادياً ومن أجل التنمية المستدامة.

إن للمملكة دور مهم في استقرار الاقتصاد العالمي، وتعتبر مركزاً لوجيستيًّا للتجارة العالمية بين الشرق والغرب بعد الإعلان عن الممر الاقتصادي الذي ستحتضنه المملكة، والذي سيربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط.

ولها دورها الكبير في مساعدة الدول للتغلب على أزماتها السياسية والاقتصادية في اليمن والعراق والسودان وغيرها من الدول التي تعاني من ويلات الحروب ومنها الحرب الروسية الأوكرانية حيث قامت بدور الوساطة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، واستضافت الرئيس الأوكراني في القمة العربية بجدة 2023 م ، ولها دورها كذلك الإنساني في مساعدة الدول التي عانت من الكوارث الطبيعية، ويقوم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بدور كبير في التخفيف من ويلات الزلازل والفيضانات في سوريا وتركيا والمغرب وليبيا وغيرها، بل والمساهمة في الإصلاح والبناء في عدد من دول العالم.

وإذا عدت لأتأمل منجزات وطني في العهد الزاهر فأجد أن وزارة التعليم والجامعات السعودية حققت مراكز متقدمة في تصنيفات جامعات العالم، وحقق الموهوبون والمبتعثون السعوديون نجاحات باهرة لا يتسع المجال لذكرها، ويتم مؤخرًا تحويل الأبحاث في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والتكنولوجيا واستثمارها واقعًا ملموسًا، ويصل السعودي الطموح إلى الفضاء ويلفت أنظار العالم؛ حيث تأسست وكالة الفضاء في 20 ربيع الثاني من عام 1440 هـ، لتعنى بكل ما يتعلق بالنشاط الفضائي، وأول رئيس لها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ، وفي 21 / 5/ 2023 م ينطلق رائدا الفضاء السعوديان (ريانة برناوي، وعلي القرني) إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء الذي أطلق في 22 سبتمبر 2022، حيث التقيا عراب الرؤية محمد بن سلمان قبل الانطلاق للفضاء الذي بث فيهم روح الحماس وشجعهم في مهمتهم العلمية، حيث دشنا مرحلة تاريخية للمملكة العربية السعودية في قطاع الفضاء من خلال إجراء 14 تجربة بحثية علمية وتعليمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، منها ثلاث تجارب تعليمية وتوعوية يشارك فيها 12 ألف طالب وطالبة في 47 مقرًا تعليميًا بالمملكة بشكل تفاعلي مع رواد الفضاء عبر الأقمار الاصطناعية، وذلك إسهامًا في بناء جيل جديد من القادة ورواد الفضاء والعلماء السعوديين لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030م.

ومن الوزارات التي أنشئت في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وزارة الثقافة كوزارة مستقلة، حيث تأسست في يوم 27 رمضان 1439 هـ برئاسة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود؛ لتزدهر مملكتنا الغالية بمختلف ألوان الثقافة، وأصبح للثقافة وجهًا جديدًا أكثر إشراقًا في بلادنا.

وقس على ذلك ما نراه في وزارة النقل والخدمات اللوجستية ووزارة التجارة وصندوق الاستثمارات العامة، ومن تطور كبير في وزارة العدل واعتماد التقنية في الخدمات العدلية مما اختصر الكثير من الوقت والجهد بكفاءة عالية، وكذلك التطور في وزارة البيئة والزراعة والمياه. مؤخراً أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، عن تأسيس المملكة لمنظمة عالمية للمياه مقرها الرياض، تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها، سعياً لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزاً لفرص وصول الجميع إليها.

وتأتي هذه المبادرة تأكيداً لدور المملكة في التصدي لتحديات المياه حول العالم والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، وانطلاقاً من ما قدمته على مدار عقود من تجربة عالمية رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، ومساهمتها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، ومن ذلك تقديمها تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لدول في 4 قارات حول العالم لصالح مشاريع المياه والصرف الصحي.

وكذلك لا بد من الإشارة للتطور الكبير في وزارة الرياضة؛ حيث اهتمت بعدد من الرياضات القديمة والجديدة، والرياضات الإلكترونية، وخصصت جوائز بمبالغ كبيرة لذلك.

وأضع نقطة في نهاية السطر عند حديثي عن هذه الوزارة أشير إلى ما شهدناه مؤخرًا من استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على ٧٠٪ من ملكية أربعة أندية في دوري روشن وهي الهلال، والأهلي، والنصر، والاتحاد، وعقد صفقات مليونية مع عدد من أبرز لاعبي كرة القدم في العالم، حتى أصبح الدوري السعودي محط أنظار العالم، وتوجهت وسائل الإعلام العالمية لمتابعته، ولهذا التطور دوره وانعكاساته الإيجابية على السياحة والترفيه والاقتصاد في بلادنا.

الحديث عن إنجازات المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، ونحن نحتفي بذكرى اليوم الوطني ٩٣. يطول، وما ذكرته غيض من فيض من إنجازات ونجاحات وتطور وازدهار ونماء. لنحمد الله تعالى على ذلك، ونجدد الولاء والبيعة لقيادتنا الرشيدة، ولنقل إننا على العهد باقون، ونحو المجد ماضون، ولتبقى بلادنا عزيزة شامخة فوق هام السحب.

بقلم/ ابتسام عبد الله البقمي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. سرد رائع وجميل لأبرز الإنجازات المحققة ومازال للخير بقية
    شكراً لكاتبتنا المميزة دوماً إبتسام البقمي والتي اتحفتنا بهذا الإستعراض الجميل

  2. بورك في قلم الكاتبة القديرة ذات الأسلوب السلس والممتع ، وبورك في كل ما تمّ سرده من إنجازات وحقائق عن وطننا الغالي🌷

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88