قلعة تبوك عبق يشهد له التاريخ
تعّد تبوك (شمال غربي السعودية) أبرز المناطق التاريخية ذات الحضارات المتعاقبة. قلعة تبوك عبق يشهد له التاريخ كان لها الاسم الأكبر فيما قبل التاريخ بأكثر من 500 عام قبل الميلاد، وظلّت ممراً للتّجارة وقوافل الحياة التي عزّزت من مكانة المدينة والمنطقة.
في وسط المدينة، يجذب الزائر نقشًا رائعًا مصممًا على طريقة الزخرفة، مرسومًا على بلاط السيراميك المعلق على الباب الرئيسي لمبنى قديم يعود تاريخه إلى عدة قرون. تم كتابة النقش على البوابة الرئيسية لقلعة تبوك القديمة بطريقة لا توصف بأنها فريدة من نوعها، بالإضافة إلى جمالياتها كما لو كانت لوحة مستقلة. وجاء في بداية الجملة: “أمر السلطان محمد خان بتجديد القلعة المباركة”.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
أما بالنسبة للقلعة بشكل عام، فقد تم تصميمها بأسلوب معماري رائع يثير إحساس الحنين إلى ناظرها. تتميز القلعة بمسجد في الطابق الأرضي وفناء مفتوح وسلم يؤدي إلى مسجد القلعة في الطابق الثاني وأبراج المراقبة. في الخارج توجد صهاريج كانت تجمع المياه من نبع ورد أن النبي محمد كان يشرب منه.
وتتكون القلعة من طابقين متصلين بواسطة درج وتضم مسجد وغرف مختلفة حيث يشتمل الطابق الثاني على مسجد مفتوح. داخل جدرانه، يوجد مسجدان متصلان ببعضهما البعض بواسطة أفنية وسلالم وأبراج مراقبة. يعرض متحف صغير تفاصيل تاريخ القلعة والمدينة الأوسع – من المستكشفين العظام الذين زاروا، مثل ابن بطوطة، إلى قافلة الحجاج الذين يتوقفون للشرب من آبارها في طريقهم إلى مكة والمدينة.
وفي العهد السعودي الزاهر جددت عمارة هذه القلعة عام 1370هـ، وتم ترميمها من قبل وزارة المعارف ممثلة في الوكالة العامة للآثار عام 1413هـ،
ويتواجد عدد من الزوار وخاصة العائلات في منطقة أخرى متاخمة لعين السكر وتضم بركتين كانتا تسمى برك عين تبوك. مها الصقر، سيدة أعمال سعودية تمتلك مقهى تراثي مقابل القلعة، تذكر أنه “بحسب المعلومات التاريخية الموثقة التي شاهدتها، وكذلك المنشورات الصادرة عن الجهات المختصة المسؤولة عن القلعة، فإن أقيمت برك عين تبوك في فترات ما بعد عهد الخلفاء الراشدين. وأضافت: “ربما تكون الفترة المقصودة هي بداية العصر المملوكي”.
يعود تاريخ بناء القلعة إلى عام 967 هـ / 1559م، ولقد أعيد ترميمها في عهد السلطان محمد الرابع حيث أدخلت تجديدات على بلاطات خزفية مازالت موجودة في مدخل القلعة، ثم أعيد ترميمها وتجديدها بالكامل مرة أخرى في عهد السلطان عبد المجيد بن محمد في عام 1259 هـ / 1844م، وقد وضع بمحراب المسجد نقش خاص بهذه الذكرى، ثم جُددت القلعة في العهد السعودي عام 1370 هـ / 1950م، وأجريت عليها ترميمات شاملة عام 1413 هـ / 1992م، من قِبل وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف سابقاً.