عنابة.. مدينة الآثار الجزائرية
عنابة مدينة ذات تاريخ ديني راسخ احتضنت في القديم دعوة القديس أوغسطين، وفي العصر الإسلامي الفقيه المالكي أبو مروان البوني الذي كان له الفضل في عودة المدينة وسكانها إلى المذهب المالكي.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
تُعّد مدينة عنَّابة من أكبر وأشهر المدن في شمال شرقي الجزائر التي تطل على البحر المتوسط، وتقع بالقرب من الحدود التونسية، وهي مدينة محصنة بالجبال، وغنية بالثروات المعدنية وآبار المياه العذبة، وقد ساعد ذلك على استيطان الانسان فيها منذ أزمنة غابرة.
يعود تأسيس مدينة عنابة إلى ما قبل الميلاد، فقد أقام الفينيقيون فيها مرفأ صغيرا حوالي القرن 12ق.م، وسميت حينها «هيبون» أو «بونة» ومعناه الخليج، لكن تاريخ تطورها كمدينة كان في عصر المملكة النوميدية التي ازدهرت في القرن 3ق.م، حيث كانت عنابة واحدة من مدنها الرئيسية خاصة لقربها من عاصمتهم قرطا (قسنطينة)، ووقوعها على الطريق المؤدي إلى قرطاج (تونس).
مسجد أبي مروان الذي يُعدّ منارة علمية ودينية، وكان حصناً منيعاً لردع الهجمات الآتية من شمال البحر الأبيض المتوسط، وقد بُني المسجد في سنة 425م في عهد الدولة الزيرية، وهو مسجد ذو طابع أندلسي، تم تأسيسه على ركائز أسطوانية الشكل، بالإضافة إلى استخدام أعمدة من الآثار الرومانية في بنائه، أما اسمه فيعود إلى عبد الملك بن مروان بن على الأزدري المولود في مدينة إشبيلية.
وفي عنابة متحف هيبون، وهو من المعالم الأثرية المهمّة؛ إذ يضم عدداً كبيراً من الآثار القديمة التي تشهد على تعاقب الحضارات القديمة والعريقة.
وفي عنابة أيضاً آثار هيبون التي تشهد على الوجود الروماني في المنطقة، وهي آثار تُعرَف باسم لالة بونة، وتقع بين تلال المنطقة الجنوبية للمدينة وتشتمل على آثار رومانية الأصل؛ مثل مساحة الفوروم التي تحتوي بقايا مسرح ومدرجات أوركسترا، بالإضافة إلى القبور والتماثيل؛ كتمثال القديس أوغسطين، وهاكيوس، وأفروديت، وأسكولاب.
ومن الأحياء المشهورة في مدينة عنابة حي القصبة الذي يتميز باحتوائه على بيوت فيها حدائق وقاعات كبيرة ذات طابع عثماني، ويعدّ هذا الحيّ من الأحياء التي يأتيها الزوار للتجول في الأزقة وبين البيوت المتلاصقة ببعضها البعض.