التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

# عدي بن حاتم الطائي #رجل المواقف الصلبة

عدي بن حاتم الطائي، ابن أجود وأكرم العرب قاطبة، تولى رئاسة قومه قبيلة طيء بعد وفاة أبيه. وكانت القبيلة قد هاجرت مع القبائل العربية بعد إنهيار سد مأرب نحو أرض الجبلين ( أجا و سلمى ) وهي منطقة حائل حالياً.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


كان عدي بن حاتم وقبيلته يدينون بالمسيحية حين ظهور الإسلام، فأرسل لهم الرسول محمد علي بن أبي طالب لغزوهم وكان عدي حينها مسافراً نحو بلاد الشام، فتم الغزو وخرّبت ديارهم وأخذوا نسائهم أسرى، وكان من بين الأسيرات سفانة بنت حاتم الطائي أخت عدي، فدار بينها وبين الرسول محمد حواراً أوضحت فيه أنها سيدة في قومها وأنها ابنة حاتم الطائي ففك اسرها.

وعديّ هو ابن الجواد حاتم الذي يُضرب المثل بجوده، فحين ولج الهدى قلبه، رَسَا جوانحه، ورسخ رسوخ الجبال الثوابت، لازم الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، حتّى أن جاور ربّه تعالى، وله معه حوارات عديدة، وروايات كثيرة، سلّطت كتب السير الضوء عليها بإسهاب، وفي وصفه قال أبو إسحاق: رأيتُ عدياً رجلاً جسيماً أعور، يسجدُ على جدار ارتفاعه نحو ذراع.

فكما كانت له منزلة رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له مكانة أيضاً عند خلفائه الراشدين وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، فقد كان يقف معهم جنباً إلى جنب، يعودهم، ويزورهم، ويجالسهم، فما أن أشعلت حروب الردة فتنتها، كان من أوائل المبادرين الوافدين على الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بتقديم صدقة قومه، مؤكداً ولاءه للإسلام العظيم وثباته على شريعته.

وما أطيبها من شهادة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين وفد عليه عديّ بن حاتم، سائلاً: يا أمير المؤمنين: أما تعرفني؟ قال: بلى، والله أعرفُك، أكرمك الله بأحسن المعرفة، أعرفك والله، أسلمتَ إذْ كفروا، وعرفت إذ أنكروا، ووفّيتَ إذْ غدروا، وأقبلتَ إذ أدبروا. فقال: حسبي يا أمير المؤمنين حسبي.

كيف أسلم عدي بن حاتم الطائي؟

أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب بغزو قبيلة طي، وكان عدي في سفر، فكان من بين أسيرات الغزوة (سفانة) أخت عدي، فلما علم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأنها ابنة حاتم الطائي فك أسرها على الفور، وذكر ابن الأثير في قصة إسلام عدي بن حاتم أن أخت عدي سفانة بنت حاتم الطائي عندما أسلمت أخبرت أخيها عدي، ودعته للقاء رسول الله فحضر، فخرج الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الطريق مع عدي بن حاتم، فدار حوار بينهما، وجرت ثلاثة مواقف في طريقهم جعلت من عدي بن حاتم يعيد تفكيره في رسول الله، وأن أخلاقه أخلاق أنبياء، بعدما كان من أشد أعدائه، فاستطاع الرسول – صلى الله عليه وسلم – إقناعه بالإسلام وكان رسول الله فرِحًا مستبشرا، وأسلم عدي بن حاتم بعد مقتل عثمان بن عفان بجانب علي بن أبي طالب ورُوِيَ عنه أنه قال مرة: “ما أقيمت صلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء”.

عاصر عديّ بن حاتم الطائي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قُرابة العامين، تفقّه على يديه الشريفتين، وروى عنه بقدر ما استطاع، وروى عن عديّ الشعبيّ وأبو إسحاق السبيعي وآخرون، كما أن موضوعاته التي رواها كانت تتركز حول فقه العبادات، وما هو حلال وما هو حرام، وروى أحاديث عن الصيد والصدقة، وتفقّه كثيرًا بأمور دينه ودنياه.

توفي عدي بن حاتم الطائي في الكوفة، في سنة (66) هـ، أو (69) هـ أيام المختار الثقفي عن عمر يناهز ال (120) عامًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88