#البتراء.. مدينة الأنباط أعجوبة الصحراء

بُنيت مدينة البتراء كنقطة تجارية من قِبل الأنباط، الذين كانوا السكان الأصليين لمنطقة جنوب غرب الأردن في ذلك الوقت، وقد اكتسب الأنباط قدراً كبيراً من الثروة الناتجة عن التجارة في مدينة البتراء، وفي عام 312 قبل الميلاد تمت مهاجمتها من قِبل الغزاة اليونانيين، والذين تمت مقاومتهم من قِبل الأنباط من خلال الاستفادة من التضاريس الجبلية المحيطة بالمدينة، ونجحوا بالقضاء عليهم، حيث عملت الجبال كجدار طبيعي داعم للمدينة.لم يكن اليونانيون هم الوحيدين الذين غزو مدينة البتراء، حيث تم غزوها من قبل الرومان في عام 106م، والذين أجبروا الأنباط على الاستسلام، وضم البتراء إلى الأراضي الرومانية، وإطلاق اسم بترايا العربية عليها، وقد استمر الرومان في السيطرة على المدينة لأكثر من 250 عام، حتى منتصف القرن الرابع الميلادي، عندما دمر زلزال العديد من مبانيها، كما سيطر البيزنطيون عليها في النهاية، وحكموها لنحو 300 عام، وفي عام 1985م تم اختيارها كموقع تراث عالمي من قِبل اليونسكو، ويعتبرها المؤرخون موقعاً مهماً بسبب هندستها المعمارية الجميلة، ونظامها المبتكر في إدارة الماء، مما جعلها صالحة للسكن.

البتراء تعد من أهم المواقع الأثرية في الأردن وعلى مستوى العالم أيضاً لعدم وجود مثيل لها في أي مكان، وهي مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون بناها الأنباط في العام 400 قبل الميلاد وجعلوا منها عاصمة لهم، تقع في قلب الصحراء الجنوبية للأردن على بعد 262 كيلومتراً جنوب العاصمة عمّان، تتبع إدارياً للواء وادي موسى بمحافظة معان.

طيلة الفترة العثمانية ظلت مجهولاً للغرب، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812 من خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية.

وعُثر بها على أكثر من ثلاثة آلاف معلمٍ تاريخي أثري في المدينة، منها حوالي ثمانمئة معلمٍ مشهورٍ جداً، ومن أبرز معالمها السيق، وهو شقٌ في الصخر، ويعتبر الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى مدينة البتراء الأثريّة، الخزنة تطل بعد السيق وهي لوحة هندسية مدهشة ارتفاعها 43 متراً وعرضها 30 متراً منحوتة في الصخر الوردي، الدير ويتكون من طابقين اثنين، وهو كبير الحجم، المدرج النبطي وغيرها من المعالم.