قلعة الرفاع التاريخية في البحرين
لا يبقَى من التاريخ سوى آثاره التي تحكي لنا الأحداث التي مرت بها، بعض هذه الآثار من قلاعٍ وقصورٍ بقت على حالها حتى هذا اليوم وأخرى أُعيد ترميمها لتبقى صامدةً ومتماسكة، ويختلف التاريخ والأزمان، فمن القلاع ما مضى عليها أكثر من ألفي عام، وأخرى لم تتجاوز القرنين، ولكنها كانت مثالاً رائعاً عن الصمود وأثراً تاريخياً لا يُنسى.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
من هذه القلاع في البحرين؛ قلعة الرفاع التاريخية والتي تُسمى أيضاً بقلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح
بُنيت قلعة الرفاع التاريخية من قبل الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح عام 1203هـ/ 1795م ، وقد سُميت باسمه، والده هو (الشيخ أحمد الفاتح) وقد تولى الحكم بعد وفاته.
ولكن القلعة لم تكن الأساس، بل بُنيت على بقايا من أنقاض قلعةٍ سابقة تم تشييدها في القرن الثامن عشر الميلادي، من قبل وزيرٍ بحريني يُدعى (الشيخ فرير بن رحال)، واتخذها كموقع دفاعي حصين ومسكناً في نفس الوقت، حتى أتى الشيخ سلمان فأعاد تشييدها وأقام بها، ولكنه جعلها أصغر من السابق، وحفر بئراً عُرف باسم بئر الحنينية، ويقع غربي القلعة.
وقد تعرضت القلعة للترميم مرةً أخرى عام 1989م، حتى اُفتتحت كمعلمٍ أثري يستقبل الزوار والسياح عام 1993م.
شيدت قلعة الرفاع كمبنى دفاعي وسكني، وهي تتكون من ثلاث مجموعات من الغرف مستطيلة الشكل، وتطل كل مجموعة على فناء داخلي، ولكل فناء وظيفته الخاصة به، ويتمتع بدرجة من الاستقلال.
ويقع المدخل في شمال شرقي القلعة بقرب المسجد وفي أقصى الجنوب الشرقي يقع الفناء الأول. وفيه درج، ويوجد في غرب هذه المنطقة بناء جديد تمت اضافته إلى القلعة مؤخراً، ووجدت بأن هذا الفناء يختلف عن الفناء الأول في أنه يؤدي مباشرة إلى خارج القلعة، وأنه أكبر الأبنية الثلاث، وتم تصميمه في الأصل ليكون مربع الشكل. ويتفرع من الواجهة الشمالية للفناء غرفتان متشابهتان (وهما مستطيلتا الشكل يفصل بينهما حمام)، ولكل غرفة مدخلها الخاص، وتؤدي إحدى الغرف إلى الحصن المستدير.
تضم القلعة أربعة أبراجٍ، اثنان منهما ذو شكلٍ مربعي والآخران بالشكل الدائري، وهي متصلة ببعضها البعض من خلال ممرات علوية تضم المرافق المهمة والأجنحة السكنية.