“قصر الحصن”.. أقدم مبنى#تاريخي في #أبوظبي

تمَّ بناء قصر الحصن في القرن الـ18 بأمرٍ من الشيخ شخبوط بن ذياب آل نهيان، الذي اتّخذه مقراً للحكم والإقامة له ولأسرته.

كان عام 1761 بداية تشكل المستوطنات في المنطقة، إذ قام تحالف قبيلة بني ياس ببناء قصر الحصن كبرج مراقبة لحماية بئر المياه العذبة الذي تمَّ اكتشافه آنذاك، ومن هنا بدأت نشاطات الغوص والبحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك بالازدهار.

وفي عام 1795، أمر الشيخ شخبوط بن ذياب ببعض التعديلات على برج المراقبة، حيث تمَّت توسعته وإضافة جدران خارجية، كما ضمَّ برج المراقبة بعد ذلك مرافق إدارية ومقر الإقامة لأسرة آل نهيان الحاكمة.

وفي القرن الـ19، ازدهرت صناعة اللؤلؤ في منطقة الخليج بشكل كبير، مما زاد من أهمية برج المراقبة (قصر الحصن) الذي كان بمثابة درع واقي للتجارة البحرية آنذاك، كما تمَّ توسعته وإضافة مدافع من أجل تحصينه.

وأمر الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان خلال فترة حكمه بتوسعة الحصن وتجديده ليتماشى مع المعايير الحديثة، وفي عام 1966، أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإجراء تحديثات جديدة في الحصن، كما قرر تحويله من مقر إقامة للأسرة الحاكمة إلى متحف للكثير من المجموعات الأثرية التي تحكي تاريخ إمارة أبوظبي ومنطقة الخليج ككل.

وفي عام 2007، وضعت دائرة الثقافة والسياحة خطة توسعة شاملة للقصر للمحافظة على بنيته الأصلية، كونه واحداً من أهم الرموز التاريخية في إمارة أبوظبي.

شهد قصر الحصن في أبوظبي مؤخراً سلسلة من أعمال التجديد والصيانة والترميم، وذلك باعتباره واحد من أهم وأبرز المعالم التاريخية القائمة في العاصمة، فهو متحف وطني يسرد محطات تاريخ الإمارة لعدة قرون مضت، ويعتبر بمثابة جوهرة خالدة في التراث الإماراتي، بالإضافة إلى كونه شاهداً تاريخياً بارزاً على قصص الماضي العريق، كما ويرسم متحف قصر الحصن صورةً عن مجتمع الإمارة في بداياتها وتاريخها وإرثها الثقافي الخالد.

يجسّد قصر الحصن ابو ظبي صورة شاملة وواضحة عن حياة الأجيال والحكام ومراحل مسيرة الماضي بكافة تفاصيلها وأجزائها، حيث يحيي الماضي العريق للمدينة ويخلّد تقاليد أجدادنا وقيمهم عبر الزمن، ولا نستثني أهمية أعمال الترميم والتجديد التي جرى تنفيذها في قصر الحصن من الداخل والخارج حفاظاً على ملامح الحصن وهيبته.