#الصحابي الجليل سلمان الفارسي
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
كان والد سلمان الفارسي يحبه حباً عظيماً ويخاف عليه، وكان سلمان مجوسيّاً، وفي يوم أرسله والده لضيعةٍ له فيها بعض العمل ليتفقدها لانشغاله بأمور أخرى، فانطلق سلمان حتى مر بكنيسة للنصارى فدخلها فأعجب بما يقومون به فبقي جالساً عندهم حتى مغيب الشمس، فأرسل له والده فعاد لمنزله وأخبره بما رآه فخاف والده أن يترك دينه فحبسه وجعل الحديد في قدميه.
أرسل سلمان للنصارى يسألهم عن أصل دينهم فأخبروه أن موطنه بلاد الشام فسافر لها حتى التحق بكنيسة فيها، كان صاحبها يأمر بالصدقة ثم يأخد ما فيها لجيبه، مما جعل سلمان يفكر بالبحث عن الدين الصحيح من جديد، فقيل له أن الدين سيأتي على يد رجلٍ يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، ويحمل خاتم النبوة بين كتفيه، فظل سلمان الفارسي يبحث عن علامات النبوة حتى وصل للنبي عليه الصلاة والسلام وتحقق منها جميعها، فأقبل عليه يقبله ويبكي وأعلن إسلامه.
سلمان الفارسي وغزوة الخندق
باغتت قريش المسلمين في المدينة المنورة بعد أن أقنعهم بعض زُعماء اليهود بأن تقوم قريش وغطفان بالهجوم على المدينة من الخارج ويهود بني قُريضة من الداخل ووضع المسلمين بين جيشين والقضاء عليهم نهائيًا، أصبح المسلمون في موقف صعب حتّى جاءهم الصحابي سلمان بتلك الفكرة العبقرية التي كانت عاملًا فاصلًا في غزوة الخندق، حيث نفّذ المسلمون الفكرة بحفر خندق في المناطق المكشوفة حول المدينة المنورة، فعجز المشركون في اقتحام المدينة لمدّة شهر كامل حتّى عادوا من حيث أتوا بعد أن اقتلعت الرياح خيامهم، فكان لسلمان الفارسي رضي الله عنه فضل كبير في حماية المسلمين من تكاتف المشركين وغدر اليهود.
كم كان عمر سلمان الفارسي عندما توفي؟ اختلفت الروايات في عمر سلمان الفارسي منها ما ذهب إلى أنّه عاش 350 سنة أو 250 سنة وزادت بعض الروايات وكلها ليست بمؤكّدة، ولكنّ الإمام الذهبي اعترض على هذا الكلام وقال إنّه عاش ما يُقارب الثمانين، مُستندًا بذلك على الأقوال والروايات التي وصفت مسيرة حياته والأعمال التي كان يقوم بها، وقد قال ابن حجر: إنّه ليس هناك ما يمنع من أن يكون سلمان الفارسي -رضي الله عنه- عاش هذه المدّة الطويلة وظلّ موفور الصحّة، فيكون هذا من قبيل خوارق العادات، وقيل إنه توفي سنة 36 للهجرة، ورجّح ابن حجر أن تكون وفاته سنة 32 أو 33 للهجرة.