التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

#طليحة بن خويلد الأسدي #فارس لا يهاب الموت

#طليحة بن خويلد بن نوفل الأسدي  كان ممن شهد غزوة الخندق في صفوف المشركين. أسلم سنة تسع، ثم ارتد وادعى النبوة  بعد وفاة النبي، وتبعه بعض القبائل في أرض نجد ،إلا أنه هزم مع أتباعه على يد خالد بن الوليد وأعلن توبته لله بعد ذلك  وأسلم وحسن إسلامه.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

إسلامه ثم ردته

قَدِم وفد بني أسدٍ على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- دون أنْ يبعث إليهم رسولًا ضمّ عددًا من كبار القوم ومن بينهم طليحة بن خويلد بن نوفل الأسدي واحدًا من أشهر الشخصيّات في التاريخ الإسلامي، أسلم في السنة التاسعة للهجرة، وقيل أنه شهد غزوة الخندق مع النبي، ثم ارتدّ عن الإسلام بعد وفاة النبي الكريم وادّعى النبوة في قومه بني أسدٍ فكان من أكبر قادة المُرتدين الذين حاربوا المسلمين فيما عُرف تاريخًا باسم حروب الردة التي شنّها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ثم عاد إلى الإسلام بعد هزيمته على يد خالد بن الوليد، وهذا المقال يُسلط الضوء على سيرة طليحة بن خويلد الأسدي.

وقد حاربه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، حينما ارتد طليحة مع بعض مدعي النبوة عن الإسلام، وادعى طليحة نفسه النبوة، لسبب غير معروف، وربَّما كان للتنافس القبلي، فلم يَدْعُ طليحة العرب إلى العودة لعبادة الأصنام، كما لم يدعُ غيره من المتنبِّئين إلى العودة لعبادتها؛ والراجح أنَّ مردَّ ذلك بأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قضى على الوثنيَّة في الجزيرة العربية قضاءً مبرمًا، واستقرَّت عقيدة التوحيد في النفوس بشكلٍ جعل التفكير في العودة إلى عبادة الأصنام ضربًا من الهذيان.

فدعا طليحة إلى أفكارٍ لم يحفظ لنا التاريخ منها شيئًا يُذكر، وكلُّ ما وصل إلينا أنَّه أنكر الركوع والسجود في الصلاة، وقال: “إنَّ الله لم يأمر أن تُمرِّغوا وجوهكم في التراب، أو أن تُقوِّسوا ظهوركم في الصلاة”، وقال -أيضًا-: “إنَّ الله لا يصنع بتعفير وجوهكم وقبح أدباركم شيئًا، فاذكروا الله أعفَّةً قيامًا فإنَّ الرغوة فوق الصريح”.

حينما توفي النبي عليه الصلاة والسلام، كان له أكبر الأثر في ضعف معنويات المسلمين وزيادة عدد المرتدين عن الإسلام واتباع طليحة بن خويلد خاصةً من ضعفاء الإيمان، ثم تولى زمام الأمور أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي قرر مواصلة الحرب على المرتدين فعقد اللواء لخالد بن الوليد -رضي الله عنه- وأمره بالتوجه إلى طليحة بن خويلد ببزاخة الذي لم يصمد طويلًا أمام جيش المسلمين وفرّ بزوجته إلى الشام وأقام في قبيلة الغساسنة.

توبة طليحة بن خويلد الأسدي

عاد طليحة إلى الإسلام بعد ارتداده عنه حين علِم بعودة قبيلتَيْ غطفان وأسد إلى الإسلام ثانية بعد هزيمتهما أمام جيوش المسلمين وحَسُن إسلامه وشهد مع المسلمين باقي المعارك ضد أعداء الإسلام وأبلى فيها بلاءً حسنًا.

أعماله

في معركة القادسية .. كان المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص وكان يواجهون الفرس وكان الفرس يتفوقون في العدد والعتاد، فأستمد سعد ـ طلب المدد ـ من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنهما ـ :  لقد أمددتك بألفي رجل: عمرو بن معد يكرب وطليحة بن خويلد ـ رضي الله عنهما ـ، فشاورهما في الأمر ولا تولهما شيئاً. 

وقبل بداية المعركة ..أرسل سيدنا سعد بن أبى وقاص سبعة رجال لاستكشاف أخبار الفرس وأمرهم أن يأسروا رجل من الفرس، وكان طليحة بن خويلد الأسدي من بين السبعة رجال الذي أرسلهم سعد بن أي وقاص.

بمجرد خروج السبعة رجال تفاجئوا بجيش الفرس أمامهم، وكانوا يظنون أنه بعيد عنهم، فقالوا نعود إلا طليحة بن خويلد رفض العودة إلا بعد أن يتم المهمة التي كلفه بها سعد، وبالفعل عاد الستة رجال إلى جيش المسلمين،  واتجه بطلنا ليقتحم جيش الفرس وحده، التف بطلنا حول الجيش وتخير الأماكن التي فيها مستنقعات مياه وبدأ يمر منها حتى تجاوز مقدمة الجيش الفارسي المكونة من 80 ألف مقاتل.

أكمل طليحة الرحلة بتفاديه قلب الجيش الفارسي حتى وصل إلى خيمة بيضاء اللون وكبيرة وأمامها خيل من أجود أنواع الخيول فعلم أنّها خيمة قائد الفرس رستم فانتظر حتى يأتى الليل لكي يُفاجئ الفرس في الليل، وعندما جاء الليل ذهب إلى الخيمة وقطع بسيفه حبالها وأطلق الخيل فوقعت الخيمة على من فيها وكان يقصد بذلك أن يُهين الفرس وقائدهم ويلقي بالرعب في قلوبهم.

وعندما هرب بالخيل تبعه الفرس فكانوا عندما يقتربوا منه أسرع بالخيل وعندما يبتعد عنهم يبطأ حتى يلحقوا به لأنّه يريد أنّ يستدرجهم كما أمره سعد بن أبي وقاص ولم يستطع اللحاق به إلا ثلاثة فرسان.

بعد أنّ أيقن طليحه أنّ ثلاثة فرسان فقط هم من يلحقوا به توقف وقرر مواجهتهم وعندها قتل أثنين منهم وأسر الثالث ليذهب به إلى سعد بن أبي وقاص كما فعل كل هذا وحده ووضع الرمح في ظهره وجعله يجرى أمامه حتى وصل به إلى معسكر المسلمين.

حينما دخل طليحه ومع الأسير الفارسي على سيدُنا سعد قال الفارسي أمّني على دمي أُصدققك القول فقال سعد له الأمّان لك ونحن قوم صدق القول بشرط ألا تكذب علينا ثم قال له أخبرني عن جيشك.

فقال الفارسي في ذهول أُخبركم عن جيشي؟ بل سأخبركم عن رجلكم إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط، لقد دخلت حروبًا منذ نعومة أظافري، ولم أجد رجلاً تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش، ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه (أي خيوله) ثم أسلم ذلك الفارسي بعد ذلك.

استشهاده  

قاتل طليحة في معركة نهاوند قتال الأبطال حتى نال الشهادة عام 21 هـ. بعد حياة طويلة مليئة بالتوبة الصادقة، والبطولات النادرة نال طليحة الشهادة التي كان يتمناها لتغسل ما حصل منه يوم ارتد وادعى النبوة، فقاتل يوم نهاوند قتال الأبطال حتى قتل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88